وأما هؤلاء السنية ومذاهبهم في الفتنة والصحابة ذلك أمر متعلق بالرجال دون النساء ولاسيما من فقد الاستبصار وقصر عن درك حقائق الأخبار ، والبدع متفرقة فكل بدعة تشرع هدم قواعد الإسلام فهي الطامة العامة التي تبلغ الرجال والعيال ، وأما التي تقتصر على الأخبار ولم تجاوز إلى هدم قواعد الإسلام كالاختلاف في أسماء الشريعة من مؤمن ومسلم وكافر وفاسق ومشرك ومنافق وفي القرآن والصفات فأكثرها تضر هذه المعاني قائلها لا سامعها ما لم يعتقدها دينا يدان الله تعالى به أو يقطع عذر مخالفيه من المسلمين أو هدم به قاعدة من قواعد الإسلام هنالك لا يعذر ، ومن اقتصر على قواعد الإسلام من الشهادة والصلاة والزكاة والصوم وحج البيت من استطاع إليه سبيلا فعسى عسى ، وكذلك من كان بالثغور من أرض العدو ولم يبلغه إمامه إلا قواعد الإسلام ولم يبلغه ما شجر بين الأمة أو بلغه ولم يفهمه ، فإن فهم لم يقطع الشهادة عليه فعسى عسى، والقول على الرجال ، وأما العيال والنسوان والبله والولدان فهم بعيدون عن هذا ، وكذلك أهل بلاد السودان الذين لم يبلغهم الإسلام إلا من بعد الخمسمائة سنة من الهجرة ولم يعرفوا التفرقة بين المذاهب والأفراق ، فالرب أرأف وأرحم من أن يؤاخذ أحدا بذنب غيره وقد قال الله ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) .
পৃষ্ঠা ২০