على القضاء في مدينة إب لكفى. ولما حضرته الوفاة أوصى ابنه الأكبر أن لا يتولى القضاء. وأوصى أهله ومن حضره بتقوى الله ولم يزل على القضاء المرضي إلى أن توفي ليلة السبت لست خلون من جمادى الأولى من السنة المذكورة والله اعلم.
وفي سنة ٦٣٤ تسلم السلطان نور الدين حصون حجة والمخلافة ومخلافيهما وكان السبب أن الأمير تاج الدين محمد بن الأمير عماد الدين يحيى بن حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي بن حمزة نزل إلى السلطان نور الدين فأَكرمه وانصفه وأقطعه المحلاف فطلع إلى بلاده مسرورًا فسوَّلت له نفسه أخذ حصن كوكبان فعامل فيه ودخله أصحابه ولم يبق من أخذه شيء وكان في الحصن رتبة جيدة من الخيل والرَّجل وكان من عادتهم في كوكبان أن تركوا عشرًا من الخيل لابسة وخمسين راجلًا بسلاحهم استمرارًا على الأبد. فلما طلع أصحاب الشريف خرجت عليهم الرتبة من الخيل ومن معها من الرجل فقتلوا منهم جماعة وطرح أكثرهم نفسه إلى الحيد ترديًا.
وكان الأمير يحيى بن حمرة قد عمر حصن منابر. وهو في بلاد السلطان مما يلي تهامة يطل على المحالب والمهجم. فلما علم السلطان بما فعل الشريف وولده محمد بن يحيى غضب من ذلك غضبًا شديدًا. وكان مع السلطان يومئذ الأمير محمد بن حاتم العباسيُّ صاحب حصن عزان المصانع. وكان عزيزًا كريمًا عند السلطان. فلما رأى اهتمام السلطان بأخذ حصن منابر. قال للسلطان. أنا أعطيك حصن عزان وأنا أعلم أن الشريف يحيى بن حمزة يرغب إليه. وسلم حصن منابر. فقال السلطان وأنا أزيده عشرة آلاف دينار. فأرسل السلطان وزيره وهو الشيخ ناجي بن أسعد إلى الشريف يحيى بن حمزة وعرض عليه ذلك فلم يقبل وقال قد صرت شريكًا لكم في المهجم.
فعاد الوزير بغير شيءٍ. فاشتد غضب السلطان لذلك وكتب إلى الأمير شمس الدين أحمد بن الإمام المنصور عبد الله بن حمزة متمثلًا بقول الأول
1 / 62