أما هؤلاء الشرقيون والغربيون الذين قال عنهم صلى الله عليه وآله " عندها يجئ قوم من المشرق وقوم من المغرب يلون أمتي " فلا ينطبق أمرهم الا على الروس والغربيين الذين استغلوا ظلم الحكام وغزوا بلاد المسلمين وتولوا أمورهم، وما زالوا. قد يقال يمكنم أن يكون المقصود بالقوم الذين يجيئون من المشرق والمغرب، حركة العباسيين التي جاءت من مشرق الدولة الاسلامية، وحركة الفاطميين التي جاءت من مغربها، وكان ذلك على أثر ظلم الحكام الامويين. أو يقال: يمكن أن يكون المقصود بهم الغزو المغولي الذي جاء من المشرق، والحملات الصليبية التي جاءت من المغرب، على أثر ظلم الحكام العباسيين. ولكن الظاهر من تعبير الحديث الشريف أنهم قوم من غير المسلمين يتسلطون على أمور المسلمين، فلا ينطبق أمرهم على العباسيين والفاطميين. كما أنه لا ينطبق على المغول والحملات الصليبية السبابقة، لان الغربيين لم يتولوا أمور الامة الاسلامية بسبب حملاتهم تلك ، وانما أسسوا إمارات صغيرة على سواحل بلاد الشام وكانوا محاصرين فيها، ولان المغول تولوا أمرها لمدة قصيرة ثم أسلم من بقي منهم في بلادنا، وذابوا في الامة. والاهم من ذلك أن تسلط المغول والحملات الصليبية التاريخية لم ينتهيا بظهور المهدي عليه السلام، بينما تنتهي سيطرة هؤلاء الشرقيين والغربيين وفتنتهم بظهور المهدي كما تصرح الاحاديث الاخرى. فينحصر انطباق أمرهم على الشرقيين والغربيين الفعليين من الروس والاروبيين والامريكيين خاصة بملاحظة الصفات الدقيقة في آخر الحديث لشخصياتهم وسياساتهم.
--- [ 40 ]
পৃষ্ঠা ৩৯