وعلى أي حال، فهم ورثة المغول الشرقين، والصليبيين الغربيين، لان الروس على الارجح هم المعبر عنهم بالترك في أحاديث الظهور، والغربيين هم الروم، كما ستعرف ان شاء الله تعالى. وعن النبي صلى الله عليه وآله قال " لا يزال بكم الامر حتى يولد في الفتنة والجور من لا يعرف غيرها، حتى تملا الارض جورا فلا يقدر أحد يقول: الله. ثم يبعث الله عز وجل رجلا مني ومن عترتي فيملا الارض عدلا كما ملاها من كان قبله جورا " البحار ج 51 ص 68. وهذا الحديث الشريف يدل على أن الفتنة الاخيرة تستمر أجيالا حتى يولد فيها الجيل من أبناء المسلمين لايعرف فكرا غير فكر الانحراف عن الدين، ولا سياسة غير سياسة الظلم والجور. وهو تعبير دقيق عن أجواء الثقافة الغربية وسياسة حكوماتها المسيطرة على بلادنا، التي ينشأ الطفل المسلم في ظلها وهو لا يعرف شيئا عن أجواء الاسلام وثقافته وعدله، إلا من هيأ الله تعالى له أسباب الهداية والعصمة. ومعنى قوله صلى الله عليه وآله " حتى تملا الارض جورا فلا يقدر أحد يقول، الله " أن قوانين الظلم والجور وسياسات الظالمين الجائرين تشمل كل مرافق الحياة ومناطقها. وهذا ما حدث بعد غزو الغربيين. فقبل سيطرتهم كانت توجد بعض المناطق والمجالات في حياة المسلمين لا يشملها الظلم والجور، أما بعد غزوهم وسيطرة فتنتهم وحكام الجور الجدد من قبلهم، فقد عمت سياسات ظلمهم جميع البلاد والمرافق، وخنقوا أصواب المسلمين حتى لا يقدر أحد يقول: نحن مسلمون ربنا الله تعالى، ونريد تطبيق أحكام الاسلام. أو يقول: إن الله تعالى يأمرنا برفض الظلم والجور والثورة عليه. أو يقول: إن حكم الله تعالى في شأن هذا الحاكم أنه يجب قتله أو عزله، وفي هذا
--- [ 41 ]
পৃষ্ঠা ৪০