وقال: ((من قرأ حرفا من القرآن كتب الله تبارك وتعالى له به عشر حسنات. الياء، والتاء، والواو)).
وروى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((من قرأ حرفا من كتاب الله عز وجل زوجه الله تبارك وتعالى زوجتين من الحور العين)).
فهذه الأخبار وما شابهها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم ما أراد بالقرآن سوى هذا الكتاب المنزل عليه، الذي يعرفه المسلمون قرآنا، ولم يرد به ما تقول هذه الطائفة إنه معنى في نفس الباري. لا يظهر للحس، ولا ينزل، ولا له آخر، ولا أول، ولا يدري ما هو ولا هو سور، ولا آيات، ولا حروف، ولا كلمات، ولولا التطويل لذكرت هذه الأحاديث بأسانيدها، وبينت في كل خبر وجه الاحتجاج منه؛ لكن تركت ذلك لظهوره تخفيفا.
وأما الحجة في سكوت النبي صلى الله عليه وسلم فمن وجهين:
أحدهما: أنه لو كان القرآن ما قالوا: لوجب على النبي صلى الله عليه وسلم بيانه، وتعريفه، فإنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة إليه بالاتفاق وما أشد حاجة الأمة إلى معرفة القرآن الذي فيه ذكرهم وشرفهم، قال: ((أهل التفسير)) في قول الله عز وجل: {لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم}.
পৃষ্ঠা ১৩৪