وإنما يتعلق هذا الوصف باللفظ دون المعنى.
الخامس: أن الله تعالى أشار إليه إشارات الحاضر بقوله: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم}. وقال: {إن هذا القرآن يقص}. وقال: {ولقد صرفنا للناس في هذا القرآن من كل مثل}. وقال: {نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن}. والحاضر عندنا هو هذا الكتاب العربي.
السادس: أن الله تعالى أخبر بتنزيله، وشهد بإنزاله على رسوله، فقال تعالى: {إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا}. وقال سبحانه: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا}.
وقال سبحانه: {لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيدا} والمنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو هذا الكتاب دون ما في النفس.
السابع: أن الله تعالى أمر بتنزيله، ونهى عن العجلة وتحريك اللسان به مستعجلا، فقال سبحانه: {ورتل القرآن ترتيلا} وقال: {ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه}.
وقال: {لا تحرك به لسانك لتعجل به}. ولا يتعلق هذا بما في النفس البتة، وإنما يتعلق بهذا الكتاب.
الثامن: أن الله تعالى أمر بقراءته، والاستماع له، والإنصات إليه، وأخبر أنه يسمع ويتلى، فقال: (حتى يسمع كلام الله) وقال تعالى: {فاقرءوا ما تيسر من القرآن}. وقال: {وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا}. وهذا من صفات الوجود عندنا، لا من صفة ما في النفس الذي لا يظهر [للحس] ولا يدري ما هو.
التاسع: أن الله تعالى أخبر أن منه سورا وآيات وكلمات، فقال تعالى:
পৃষ্ঠা ১৩০