وأجمعوا: على أن تفسير هذا الكتاب يسمى: تفسير القرآن، وأن قارئه يسمى: قارئ القرآن، وأن من يقرئه يسمى: مقرئ القرآن، وأن سوره تسمى: سور القرآن، وآياته تسمى آيات القرآن، وحروفه تسمى: حروف القرآن، ولو قال إنسان: سورة البقرة ما هي من القرآن لكان عند المسلمين جاحدا لبعض القرآن.
وما اختلف الصحابة في شيء من سور القرآن فيما علمت إلا في المعوذتين فإن بعضهم لم يكتبها في مصحف وأجمعوا على ما عداهما.
وأجمعوا: على أن من جحد سورة من القرآن، أو آية، أو كلمة، أو حرفا متفقا عليه أنه كافر. قال أبو نصر السجزي: هذا حجة قاطعة أنه حروف.
وأجمعوا: فيما علمت على أن حالفا لو حلف ليقرأن القرآن، أو ليكتبن القرآن، أو ليحفظنه أو ليسمعنه لحنث بترك كل قراءة هذا، وكتابته، وحفظه، وسماعه، ولو حلف أنه: لا يقرأ القرآن، أو لا يكتبه، أو لا يحفظه، أو لا يسمعه، لحنث بقراءة هذا، وكتابته، وحفظه، وسماعه، ولو حلف أن لا يتكلم فقرأ القرآن في الصلاة لم يحنث، ولما اختلف أهل الحق والمعتزلة في القرآن، هل هو مخلوق أو لا؟، ما اختلفوا إلا في هذا الكتاب.
فصل
واتفق الجميع على أنه قرآن، واختلفوا في قدمه وخلقه، ومن صورة الاختلاف الاتفاق على محله، فحصل الإجماع من أمة محمد صلى الله عليه وسلم على أن هذا الكتاب: هو القرآن المنزل، وثبت بالأدلة القاطعة أن هذا قرآن، فلا يلتفت إلى من خالف ذلك، وإذا ثبت أنه قرآن، فهو سور وآيات، وكلمات، وحروف بغير إشكال، وإنكار ذلك جحد للعيان، ونوع من السفسطة والهذيان، ومن العجب أن الله تعالى سمى هذا الكتاب: قرآنا، وسماه النبي صلى الله عليه وسلم قرآنا وسمته أمته: قرآنا، وسمته الجن قرآنا: {فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا} وسمته المعتزلة قرآنا، فجاءت هذه الطائفة بمخالفة رب العالمين وخلقه أجمعين.
পৃষ্ঠা ১৩৯