নাৎসি জার্মানি: আধুনিক ইউরোপীয় ইতিহাসের একটি অধ্যয়ন (১৯৩৯-১৯৪৫)

মুহাম্মদ ফুআদ শুকরি d. 1392 AH
105

নাৎসি জার্মানি: আধুনিক ইউরোপীয় ইতিহাসের একটি অধ্যয়ন (১৯৩৯-১৯৪৫)

ألمانيا النازية: دراسة في التاريخ الأوروبي المعاصر (١٩٣٩–١٩٤٥)

জনগুলি

لن يسلم الريخ الحديث شبانه الأحداث إلى يد أي إنسان!

أصبح من المنتظر أن تكون التربية المزمعة «تربية سياسية» نازية قبل أي اعتبار آخر. وابتداء من عام 1937 استطاع النازيون تطبيق مبدأ «الزعامة المسئولة» في الجامعات والمدارس حتى خرج الأمر في الجامعات من أيدي المجالس والكليات والمديرين في جميع مسائل التربية وشئون التنظيم إلى أيدي وزراء معينين خلعت عليها ألقاب الزعامة في الجامعات المختلفة؛ فكان لكل جامعة ثلاثة زعماء: زعيم الجامعة

Führer

يقوم بأعمال المدير، وزعيم يمثل طائفة الأساتذة والمدرسين في التنظيم المحلي للحزب

Dozentenführer ، وزعيم يمثل جماعة الطلاب للغرض نفسه

Studentenfuhrer

ويختار زعيم الجامعة عمداء الكليات وبقية أعضاء مجالس الجامعات. وهذا بينما أضحت مجالس الكليات بمثابة لجان استشارية فقط. وبمقتضى قرار صدر في «3 مارس 1939» أصبح جميع أساتذة الجامعات ومدرسيها في عداد الموظفين المدنيين، فكانوا يعينون في وظائفهم من قبل الوزارة، ولا يستطيعون الانتقال من جامعة إلى أخرى دون موافقتها، ولو أن الوزارة نفسها تمسكت دائما بحق نقل من تشاء منهم سواء أوافقوا على ذلك أم عارضوا فيه، وكذلك سيطرت الحكومة على المدارس سيطرة كاملة وكانت مهمتها في هذا الميدان سهلة؛ لأن المدرسين كانوا في عداد الموظفين المدنيين منذ مدة طويلة، بمقتضى قانون قديم صدر في عام 1872. ومع هذا فقد تعهد وزير المعارف النازي في فبراير 1933 بطرد كل شخص غير جرماني من جميع المدارس الأولية، والقضاء على كل ما هو غير جرماني في هذه المدارس «بعنف وشدة». وفي يولية من العام نفسه، أنذر المدرسون بضرورة قطع صلاتهم بالحزب الاشتراكي الديمقراطي، كما طلب إليهم أن يدرسوا كتاب «كفاحي» لأدولف هتلر دراسة عميقة، ثم أرغم جميع الموظفين بالمدارس الثانوية على كتابة تعهد بأن يطيعوا قوانين الدولة الوطنية الاشتراكية طاعة عمياء.

وقد عمد النازيون إلى القضاء على جميع المراكز الثقافية التي توقعوا معارضتها لنظامهم وتعاليمهم، فطهروا مكتبات المدارس من الكتب التي ألفها اليهود، أو تضمنت أي امتداح لهذا الشعب، أو قصرت في إظهار الاحترام الكامل للشعب الجرماني والرجل الآري، كما حتم النازيون على رجال المكتبات أن يختاروا ما يريدون شراءه من بين الكتب التي اعتبرتها وزارة المعارف ملاءمة.

وعند النظر في برامج الدراسة النازية يبين مدى التغيير الذي أراد الهتلريون أن يدخلوه على التعليم، وأثر هذا التغيير في الناشئة. فقد أصدروا قرارا في 13 سبتمبر 1933 يحتم تدريس مادة «البيولوجيا» في جميع المدارس الثانوية من أدنى الفرق إلى أعلاها، ولو أدى ذلك إلى تضحية الرياضيات واللغة الأجنبية. وفي 15 يناير 1935 صدر قرار آخر يفسر هذه الخطوة جاء فيه أن «الفوهرر» يريد أن يلم كل فتى وفتاة بالمدرسة بمسألة نقاء الجنس وضرورتها؛ ولذلك ينبغي أن يكون الغرض من تدريس البيولوجيا «إظهار أهمية المحافظة على نقاء الجنس وإدراك ما في امتزاج الأجناس من خطر، ومعرفة المسألة اليهودية وقوانين نورمبرج، والوقوف على حقيقة الإصلاح الذي تم من أجل تحسين الجنس نتيجة للفلسفة وللتشريع الوطني الاشتراكي». ومعنى هذا أن الغرض من تدريس البيولوجيا ليس إلا تخريج ناشئة تغلي في صدورها مراجل الحقد على اليهود. وفضلا عن ذلك فإن جميع برامج الدراسة تحتم تلقين التلاميذ دروسا معينة في الاجتماع والعلوم والرياضة والسياسة والاقتصاد والتاريخ، على أن يتم هذا كله في ضوء المبادئ والتعاليم النازية المعروفة. فلا بد للتلميذ أو الطالب من أن يحضر دروسا تتناول القبيلة والجنس، وعصر ما قبل التاريخ، وأصل الإنسان والسلالات البشرية، وتطور الشعب الألماني من الناحية السياسية خلال السنوات المائة الأخيرة على وجه الخصوص. •••

هذه صورة موجزة لما كان يجري في داخل ألمانيا منذ تسلم النازيون أزمة الحكم بها، ولكن قد يتساءل المرء، إذا كان الحزب النازي قد أدخل كل هذه التغييرات في حياة الشعب الألماني، وفرض سيطرته عليه، بالتدخل في شئون أفراده الخاصة، وانتهاك الحرية الشخصية، وامتهان المرأة، والقضاء على مئات الألوف من الألمان، سواء أكان ذلك بقتلهم أو بتعقيمهم أو بخصيهم تحت ستار عدم صلاحيتهم لأن يكونوا أعضاء نافعين في المجتمع النازي، ثم إذا كان الحزب النازي قد ضرب بجميع المثل الأخلاقية والمبادئ الاجتماعية عرض الحائط، وانتزع الأبناء من أحضان آبائهم، ولقنهم احتقار هؤلاء الأمهات والآباء حتى يفصم عرى الأسرة ويقوض أركانها، ثم نشأ هؤلاء الأبناء والفتيات التنشئة التي يريدها استعدادا لخوض غمار الحرب لإحراز السيطرة العالمية، إذا كان الأمر كذلك، فهل رضي الألمان عن هذا كله، وسلموا بتلك التغييرات العنيفة عن طيب خاطر وبغير أية مقاومة؟

অজানা পৃষ্ঠা