148

وقد كان يكتم إيمانه ... فأما الولاء فلم يكتم

وعن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي عليهم السلام قال: لما مات أبو طالب أمر رسول الله صلى الله عليه وعلى أهله بغسله، وكفنه(1) ثم كشف الثوب عن وجهه، ثم مسح بيده اليمنى وجهه ثلاث مرات، ثم مسح بيده اليسرى جبهته ثلاث مرات، ثم قال: ((كفلتني يتيما، وربيتني صغيرا، ونصرتني كبيرا، فجزاك الله عني خيرا)).

وروى أبو العباس الحسني: عن جعفر بن محمد عليهم السلام قال: نزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: ((يا محمد، إن الله حرم النار على صلب أنزلك، وبطن حملك، وحجر كفلك، قال صلى الله عليه وآله وسلم: ((منهم))؟ فقال: ((عبد الله أبوك، وآمنة أمك، وعبد مناف عمك))، روى ذلك الحجوري في (روضته) وغيره انتهى.

ولما هلك أبو طالب ونالت قريش من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج إلى (الطائف) في السنة العاشرة من بعثته صلى الله عليه وآله وسلم، ومعه زيد بن حارثة يلتمس النصر، فعمد إلى ثلاثة إخوة أشراف (ثقيف) وهم: عبد ياليل، ومسعود، وحبيب بني عمرو، وابن عمير، فعرض عليهم أمره فلم يقبلو منه، وأغروا به(2) سفهاؤهم فآذوه، وقد أقام بهم شهرا، ثم رجع في جوار عدي بن مطعم بن عدي، ذكره ابن قتيبة.

مرور النفر من الجن به صلى الله عليه وآله وسلم

فانصرف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما يئس من خير (ثقيف)، حتى إذا كان ببعض الطريق قام من الليل، فمر به النفر من الجن، الذي قال الله تعالى فيهم: {وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن}[الأحقاف:29] ثم قدم (مكة) وقومه أشد مما كانوا عليه من خلاف.

পৃষ্ঠা ১৪৬