قال المسعودي: في السنة الحادية [عشرة](1) كان المسرى على ما في ذلك من التنازع بين فرق الأمه في كيفيته، وفي السنة الثانية(2) عشر كان عرض نفسه صلى الله عليه وآله على قبائل العرب في المواسم (منى) و(عرفات) و(مجنه) و(ذي المجاز) وغيرها، فقال لعمه العباس: ((أغد معي يا عم إلى سوق عكاظ فأرني منازل أحياء العرب، لعلي أدعوهم إلى الله تعالى، فلعل الله يوفقني إلى رجل منهمفيجيرني حتى أبلغ عن الله ما أرسلني [به](3))) فسار صلى الله عليه وآله وسلم ومعه عمه العباس وعلي عليه السلام، وأبو بكر، فلما دخلوا [إلى](4) سوق (عكاظ) جعل العباس يريه منازل أحياء(5) العرب، ويعرفه قبائلهم، فبدأ ب(ثقيف) فأذوه وأغروا به سفهائهم، فرموه بالحجارة حتى أدموا ساقيه، ثم ما زال صلى الله عليه وآله يعرض نفسه على قبائل العرب، يدعوهم إلى الإسلام ويسألهم النصرة قبيلة قبيله، فأتى (كلبا) في منازلهم فلم يقبلوا منه، وأتى بني حنيفة في منازلهم، فلم يكن أحد من العرب أقبح عليه ردا منهم، فأتى عامر بن صعصعة فلم يقبلوا منه، وكان لا يسمع بقادم يقدم (مكة) إلا عرض نفسه عليه ودعاه إلى ما جاء به، وفي أخر هذه السنة عرض نفسه على اليثربيين في الموسم عند جمرة العقبة، وبايعوه في السنة الثالثة عشر، بايعه منهم سبعون رجلا.
الهجرة الكبرى
وهاجر صلى الله عليه وآله وسلم إلى (المدينة) في السنة الرابعة عشر، ومعه أبو بكر وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر، ودليلهم عبد الله بن الأريقط الليثي، ولم يعرف له إسلام.
পৃষ্ঠা ১৪৭