قلت: والحق أن جنة آدم -عليه السلام كانت في الأرض بدليل قوله تعالى: {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة }[البقرة:30]، وهذا نص صريح أنه كان في الأرض، ولا دليل على إطلاعه إلى السماء.
وأما قوله تعالى:{قال اهبطا منها جميعا}[طه:123] فكقوله {اهبطوا مصرا}[البقرة:61]، وولد لآدم عليه السلام- ولدان في بطنين وهما هابيل وقابيل، فقتل قابيل هابيل لما كان من تقبل قربان هابيل، وكان هابيل أول قتيل في الأرض من بني آدم، ثم ولد لآدم شيث بعد قتل هابيل بخمس سنين وكان جميع من ولد لآدم أربعين ولدا في عشرين بطنا فمنهم عشرون ذكرا ومنهم عشرون أنثى، وأنزل الله تعالى على آدم [عليه السلام](1) عشر صحائف، وعن وهب: صحيفتين صحيفة في الجنة وصحيفة على جبل لبنان، ومات وعمره ألف سنة، وقيل: إلا سبعين، وقيل ثمانمائة سنة، ودفن في أبي قبيس بمكة، ثم أخرجه نوح[عليه السلام](2) زمن الطوفان وحمله في تابوت في السفينة، ثم أعاده إلى مكانه وقيل إلى مكان آخر، والله أعلم.
شيث بن آدم عليه السلام
هو وصي أبيه وولي عهده وهو الذي ولد النبيين كلهم، وبنى الكعبة بالطين والحجارة وكانت خيمة وضعها الله لآدم عليه السلام من الجنة، وأنزلت على شيث خمسون صحيفة، ومات وله سبعمائة واثنتي عشرة سنة، ودفن في غار أبي قبيس مع أبو يه، وكان القائم بالأمور بعده إبنه(3) أنوش وعاش تسعمائة وخمسا(4) وستين سنة، [ثم قام بعده ابنه قينان وعاش سبعمائة سنة وعشر سنين](5) ثم قام بعده ابنه مهلائيل، وعاش ثمانمائة سنة وخمسا(6) وتسعين سنة وهو أول من بنى المدن واستخرج المعادن، وبنى مدينة بابل ومدينة السوس، وكانتا أول ما بني على وجه الأرض، وكان القائم بعده بوصيته ابنه اليارد(7) وعاش تسعمائة واثنتين وستين سنة، وفي زمانه عملت الأصنام، ورجع من رجع عن الإسلام، وكل هؤلاء ولدوا في حياة آدم عليه السلام.
পৃষ্ঠা ১১