أخنى على الفرس واليونان قبلهم .... والروم والترك والسودان والخزر لما كان المقصود من هذا الكتاب معرفة حوادث الزمان وأحوال الماضين حسن أن نذكر جملة من أخبار الأنبياء عليهم السلام وغيرهم من المتقدمين وإن لم يذكرهم السيد رحمه الله.
ثم نذكر إنشاء الله شرح ما ذكره السيد رحمه الله بقوله: أخنى على الفرس واليونان... البيت، فنقول: اعتمادا على ما حكاه القاضي أبو عبد الله محمد بن سلامة القظاعي في تاريخه، وعلى ما رواه أبو محمد عبد الملك بن هشام، عن أسد بن موسى، عن أبي إدريس بن سنان، عن جده لأمه وهب بن منبه.
آدم عليه السلام
هو أبو البشر، خلقه الله من طين، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وأسكنه جنته، واختلف في الشجرة التي نهاه عن أكلها فقيل: السنبلة، وقيل: التينة، وقيل: العنبة، وروي عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: ((خلق الله آدم يوم الجمعة، وأخرجه فيه من الجنة، وأهبطه فيه إلى الأرض، وتاب الله عليه فيه، وقبضه فيه، وفيه تقوم الساعة)).
قالوا: أهبط آدم إلى الهند، وحواء إلى جدة، فاجتمعا بمكان المشعر الحرام فازدلفت إليه فلذلك سميت (المزدلفة)، وتعارفا بعرفات فلذالك سميت (عرفات)، واجتمعا بجمع فلذلك سميت بجمع، وقيل: أهبط بجبل يقال له ثور، وقيل: بسرنديب(1)، وإبليس بمسيان(2)، وقيل: بالأثلة، والحية بالبرية(3).
وعن ابن إسحاق: أهبط آدم وحواء على جبل بالهند يقال له واشم عند واد يقال له: بهيل، بين الدهيج والمندل بلدين بأرض الهند ومعه ورق من ورق الجنة فنبتت(4) هناك فمنه أصل الطيب بالهند.
পৃষ্ঠা ১০