1 ماذا تقولون في مدح الله تعالى للمؤمنين لبنائهم مسجدا على قبر أهل الكهف في قوله تعالى: (وكذلك أعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لاريب فيها إذ يتنازعون بينهم أمرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم أعلم بهم قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا) . (سورة الكهف: 21) والذين غلبوا على أمرهم: بقول أكثر المفسرين هم المؤمنون الموحدون غلبوا رأي المشركين الذين خالفوا بناء المسجد وقالوا ( ابنوا عليهم بنيانا ) .
بل هو المتعين لأن الله سماه مسجدا وغير الموحدين لايبنون مسجدا على باب كهفهم ليعبدوا الله فيه ويتبركوا بهم . ولو كان عملهم منكرا لما أقره الله تعالى وسماه مسجدا . (راجع تفسيرالواحدي:2/657،وأبي السعود:5 /215،وفتح القدير:3/277) .
2 كانت القباب والمباني على قبور الأنبياء والأولياء عليهم السلام موجودة عند مجئ الإسلام ، ولم يتعرض لها المسلمون في الفتح الإسلامي ولم يهدموها ، ومنها قبر داود وقبر موسى صلى الله عليه وآله في القدس وقبور غيرهم ، بل أقرها الخلفاء وصلوا عندها ، ولم يستنكرها أهل البيت عليهم السلام . فهل كانوا جميعا على ضلال؟
3 إن المسجد الحرام والكعبة الشريفة التي نتوجه اليها في صلاتنا ونطوف حولها مليئة بقبور الأنبياء والأولياء عليهم السلام ! بل إن حجر إسماعيل عليه السلام الذي أمرنا النبي صلى الله عليه وآله أن ندخله في طوافنا ، هو محوطة أقامها إسماعيل عليه السلام على قبر أمه هاجر رضي الله عنها ، حتى لاتدوس القبر أقدام الطائفين ، ثم أوصى إسماعيل عليه السلام أن يدفنوه في نفس المكان .
وقد استفاضت مصادر التاريخ والحديث عند الشيعة والسنة ، بوجود قبر هاجر واسماعيل وقبور الأنبياء عليهم السلام حول الكعبة الشريفة !
ففي تاريخ الطبري:1/221: (وعاش إسماعيل فيما ذكر مائة وسبعا وثلاثين سنة ، ودفن في الحجر عند قبر أمه هاجر ) .
وفي تفسير القرطبي:2/130: ( ما بين الركن والمقام إلى زمزم قبور تسعة وتسعين نبيا ، جاءوا حجاجا فقبروا هنالك عليهم السلام ) .
وفي الكافي:4/210:(عن الإمام الصادق عليه السلام :(الحجر بيت إسماعيل وفيه قبر هاجر وقبر إسماعيل ).
পৃষ্ঠা ৪৭