بعد المعارك الأولى وفي حدود بلاد حراز كانت المعارك العديدة بين أصحاب الإمام وهذه الغارة في حجرة ابن مهدي وقاع مفحق وبيت السلامي والخميس وغيرها من بلاد الحيمة، وفي بوعان وقرية يازل وقاع سهمان وغيرها من ناحية بلاد البستان إلى قاع عصر وما حول أبواب مدينة صنعاء إلى أن كان دخول رضا باشا في بقية من معه من الأتراك صنعاء في نهار الجمعة 25محرم، وقد قتل في هذه المعارك العدد الكثير من الأتراك، واستولى أصحاب الإمام على كثير من الجمال والبقر والأثقال والبنادق الماوزر، وكانت لا تعرف في اليمن قبل هذه الأيام، فكان الغانم للبندق الماوزر من القبائل يتطلب بيعها بأرخص الأثمان ليعتاض عنها البندق المارتين المعروفة باليمن. وأما قبائل يام ونجران الباطنية فبعد القتل الكثير منهم انحاز بقيتهم في بعض البيوت بقرية يازل، ثم كان خروجهم أسارى على حكم الإمام فيهم، وبعد إيصالهم إلى حضرته أمر بأخذ سلاحهم وإطلاق بعضهم.
وفي يوم رابع صفر من العام أراد نحو ألفين من الأتراك النفوذ من مفحق مع حمولة لهم كثيرة نحو صنعاء وكان معهم أربعة من المدافع، ولما أحاط بهم عسكر الإمام دفنوا مدفعا بين التراب وتركوا مدفعا آخر وأرادوا الفرار نحو مناخة، فتبعهم أهل الحيمة وغيرهم فقتلوا منهم الكثير وسلبوهم كل ما معهم من البنادق والذهب والمدفعين الآخرين.
وبالفتكة الكبرى في مفحق وما ... تقدمها نادت إمام الورى صنعا
وفود الأتراك إلى الإمام لتأمينهم وتسليم صنعاء
পৃষ্ঠা ২১