وفي المحرم هذا وصل إلى ميناء الحديدة بتهامة المشير رضا باشا في زيادة على عشرة آلاف مقاتل وانضم إليه نحو ألف مقاتل من قبائل يام وأهل نجران الباطنية، وبعد وصول جموع هذه الغارة العظيمة إلى مدينة مناخة من بلاد حراز على مسافة خمس وعشرين ساعة غربا من مدينة صنعاء، جمعوا المئين من جمال وبقر أهل تهامة وحراز إلى ما معهم من الخيل والبغال والبقر وأنواع المعدات الحربية والطعام والأثقال، ثم أراد رضا باشا توجيه بعض تلك الجموع نحو الإمام أيده الله وهو بحصن كوكبان شبام وبعضها نحو مدينة صنعاء للتفريج عن الأتراك المحصورين بها وعن زعيم الباطنية الداعي عبد الله علي المكرمي المحصور بصنعاء فكانت الحرب أولا بين جموع هذه الغارة وأجناد مولانا الإمام في حدود البلاد الحرازية:
وساق إمامنا شوسا ليوثا ... من السادات قادات الأنام
وسلط من بني قحطان جندا ... على الأعداء من عجم ويام
فكانت غارة الأتراك والبا ... طنية طعمة لشبا الحسام
وسل أرجا حراز مع ابن مهدي ... وبوعانا وسل بيت السلامي
وقرية يازل سلها ففيها ... تبددت النظام بلا انتظام
وفيها حوصرت يام وسيقت ... أسارى نحو مولانا الإمام
فأطلق بعضهم من بعد تسليمهم ... كل البنادق في شبام
وفر بقية الأتراك خوف ال ... هلاك إلى أزال كالنعام
পৃষ্ঠা ২০