41

أدب الموعظة

أدب الموعظة

প্রকাশক

مؤسسة الحرمين الخيرية

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى ١٤٢٤هـ

জনগুলি

قال: قلت ما حملوا؟ قال: "ما نشطوا"١. ١٥ـ مراعاة حال الجو: فقد يكون شديد الحرارة، أو شديد البرودة. فإذا اجتمع هذا إلى ثقل الموعظة وطولها قل الانتفاع. فهذا يحمل الواعظ على أن يقتصد في كلامه خصوصا إذا كان الناس على غير موعد معه، أو كانوا قد أدوا الصلاة، ويرغبون في الخروج من المسجد. ١٦ـ معرفة النفوس، ومراعاة العقول: فذلك دليل على حسن التصرف، وسبب في القوة والتأثير؛ فالخبرة بما للطوائف والبيئات من أحوال نفسية، وإلقاء الدعوة بالثوب الملائم لهذه الأحوال موكول إلى ذكاء الواعظ. والواعظ الحكيم يحكم هذا الأمر، وينتفع به عند لقائه بالطبقات المختلفة؛ فتراه يزن عقول من يلاقونه، ويحس بما تكن صدورهم، وتنزع إليه نفوسهم، فيشهد مجالسهم، وهو على بصيرة مما وراء ألسنتهم من عقول وسرائر، وعواطف، فيتيسر له أن يسايرهم إلا أن ينحرفوا عن الرشد، ويتحامى ما يؤلمهم إلا أن يتألموا من صوت الحق. ولا ريب أن مراعاة عقول الناس وطباعهم ونزعاتهم فيما لا يقعد حقا أو يقيم باطلا - مظهر من مظاهر الإنسانية المهذبة، وخلق من الأخلاق التي تمم الإسلام صالحها، ومكارمها. وهذا الأمر - وإن كان عائدا إلى الموهبة - فهو كذلك يقوى وينمو على قدر ما يتقلب فيه الفكر من مشاهدات، وتجارب، ومطالعات تاريخية. وسيأتي مزيد بيان لهذا المعنى. ١٧ـ تحسس الأدواء، والبداءة بالأهم فالمهم: فالواعظ الحكيم يتحسس

١ الجامع ٧٤٣.

1 / 43