42

أدب الموعظة

أدب الموعظة

প্রকাশক

مؤسسة الحرمين الخيرية

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى ١٤٢٤هـ

জনগুলি

أدواء الناس، وينظر أحوالهم، ثم ينزل موعظته على ما يلائم تلك الأحوال من مراعاة الأهم فالمهم. وهكذا كانت سيرة الأنبياء مع أقوامهم؛ فهم ﵈ ينظرون في أحوال أقوامهم، فيأمرونهم بالمعروف الذي أخلوا به، أو يحذرونهم من المنكر الذي وقعوا فيه. فذلك من حكمة الدعوة، ومما يحسن بالواعظ ألا يغفله؛ إذ لا يليق به أن يحدث الناس إلا بما يحتاجون إليه، كما لا يحسن به أن يحدثهم عن أمر وهم محتاجون إلى غيره أشد من حاجتهم إليه، وذلك كحال من يحدثهم عن أدب من الآداب، أو سنة من السنن وهم غارقون في الشرك إلى الأذقان. فهؤلاء محتاجون إلى بيان التوحيد، وخطر الشرك أشد من حاجتهم إلى غيره، وهكذا ... ولا يعني ذلك ألا يتكلم إلا بالتوحيد وفصوله وأبوابه، أو عن الشرك، ووسائله وذرائعه ونحو ذلك. وإنما المقصود بيان الأهم فالمهم وذلك يختلف من مكان إلى مكان، ومن أناس إلى أناس. ولهذا كان جميع الأنبياء ﵈ يقولون لأقوامهم: ﴿اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [الأعراف:٥٩] . كما قال الله ﷿ ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ﴾ [النحل:٣٦] . ومع ذلك لم يغفلوا ما وقعت به تلك الأمم من المخالفات الأخرى؛ فهذا لوط ﵇ يقول لقومه: ﴿أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ

1 / 44