114

ومنها : جبل الخندمة ؛ لأن الفاكهى روى بسنده إلى بن عباس رضى الله عنهما قال : ما مطرت مكة قط إلا كان للخندمة عزة ، وذلك أن فيها قبر سبعين نبيا .

والخندمة معروفة عند الناس بقرب أبى قبيس.

ومنها : جبل حراء بأعلى مكة ، لكثرة مجاورة النبى صلىاللهعليهوسلم فيه ، وما خصه الله به فيه من الكرامة بالرسالة إليه ، ونزول الوحى فيه على ، وذلك فى غار مشهور فى هذا الجبل ، يأثره الخلف عن السلف ويقصدونه بالزيارة ، وبين حراء ومكة ثلاثة أميال ، قاله صاحب «المطالع» وغيره.

وقيل : ميل ونصف ، قاله البكرى ، وهو بعيد.

وقيل : أربعة أمثال. كذا فى تفسير بن عطيه ، والله أعلم.

ومنها : جبل ثور بأسفل مكة ؛ لاختفاء النبى صلىاللهعليهوسلم والصديق رضى الله عنه فى غار به ، وهو الغار الذى ذكره الله فى كتابه العزيز حيث يقول : (ثاني اثنين إذ هما في الغار.) وهذا الغار مشهور عند الناس ، ويدخلونه من بابه المتسع والضيق ، وقد وسع بابه الضيق لانحباس بعض الناس فيه ، وذلك فى سنة ثمانمائة أو قبلها أو بعدها بيسير.

وما ذكرناه فى تسمية هذا الجبل «بثور» هو المعروف. وسماه البكرى «بأبى ثور» وذكر أنه على ميلين من مكة ، وأن ارتفاعه نحو ميل ، وذكر بن الحاج أنه من مكة على ثلاثة أميال.

صفحة ١٦١