قال: ففعل، فلما قدم على النبي أبو بكر بكى قال: يا رسول الله حدث في شيء؟ قال: ((ما حدث فيك إلا خير، ولكن أمرت أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل مني)).
وأخرج أحمد في مسنده أيضا(1) عن علي عليه السلام قال: (لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي دعا النبي أبا بكر (رض) فبعثه ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني النبي فقال لي: ((أدرك أبا بكر (رض) فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكة...))إلى آخر الحديث: لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك، كرواية أبي بكر.
وأخرج أحمد في مسنده أيضا(2) عن ابن عباس من حديث طويل قال: ثم بعث فلانا بسورة التوبة، فبعث عليا خلفه فأخذها منه، قال: لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه.
وأخرجه الحاكم في المستدرك(3) عن ابن عباس: أن رسول الله بعث أبا بكر رضي الله عنه وأمره أن ينادي بهذه الكلمات، فأتبعه عليا -إلى قوله-: وأمر عليا أن ينادي بهذه الكلمات، فقام علي أيام التشريق، فنادى: إن الله الله بريء من المشركين ورسوله فسيحوا في الأرض أربعة أشهر، لا يحجن بعد العام مشرك...إلى آخر الكلمات.
وفي آخره: فكان علي ينادي بها فإذا بح قام أبو هريرة فنادى.
قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وأقره الذهبي فذكر في تلخيصه تصحيحه، ولم يتعقبه.
قال الحاكم: وقد صحت الرواية عن علي بشرح هذا النداء فأسند عن زيد بن يثيع قال: سألنا عليا رضي الله عنه بأي شيء بعثت في الحجة؟ قال: بعثت بأربع: لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة -إلى قوله-: ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وأقره الذهبي فذكر تصحيحه على شرط الشيخين ولم يتعقبه.
وهذه الرواية والتي قبلها اللتان أخرجهما الحاكم أخرجهما الترمذي في جامعه(4).
صفحة ٤٩