الحديث السادس
أخرج البخاري في صحيحه(1) ومسلم في صحيحه(2) من طريق الزهري عن علي عليه السلام أن رسول الله طرقه وفاطمة بنت النبي ليلة، فقال: ((ألا تصليان))؟ فقلت: يا رسول الله، أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا.
فانصرف حين قلنا ولم يرجع إلي شيئا، ثم سمعته -وهو مول، يضرب فخذه، ويقول-: (({وكان الإنسان أكثر شيء جدلا}))[الكهف:54].
النكارة في هذه الرواية
في إثباتها أمرا بعيدا جدا؛ لأن عليا عليه السلام كان حكيما، فلم يكن ليجادل رسول الله بهذا الأسلوب المذكور في الرواية؛ لأنه يعلم أن رسول الله يعلم أن أنفسهم بيد الله فإذا شاء أن يبعثهم بعثهم، فلا معنى لإخبار الرسول بذلك، وقد كان يكفي الاعتذار بالنوم بأن يقول: يا رسول الله لم ننتبه، وفي ذلك كفاية وأدب؛ لأنه قد رفع القلم عن النائم حتى يستيقظ فيكفي الاعتذار بالنوم.
صفحة ٤٠