صاحب حمص فأكرمهما السلطان وأرسل اليهما شعار السلطنة فركبا موكبا حفلا وأمر الأمراء فترجلوا في خدمتهما وكتب لهما التقاليد ممالكهما وزاد كلا منهما على ما بيده فزاد المنصور صاحب حماة بلاد الاسماعيلية والأشرف تل باشر وأعادهما إلى مستقرهما وحضر لخدمته الملك الزاهد أسد الدين شير كوه والملك الأمجد بن العادل صاحب بعلبك والمنصور والسعيد ولدا الملك الصالح عماد الدين اسمعيل بن العادل الكبير والملك الأمجد بن الملك الناصر والملك الأشرف بن الملك المسعود والقاهر بن المعظم فعاملهم بالجميل والانعام الجزيل وهولاء من أعيان الذرية الأيوبية وفدوا إلى خدمته ومثلوا بحضرته ووطئوا بساطه وحضروا سماطه فكان هذا من امارات الاقبال وسعادة جد الدولة التركية حماها الله من الزوال.
ذكر الافراج عن العزيز بن المغيث وارساله الى أبيه بالكرك
عثمان الى كتبغا نوين مقدم التتار عند وصوله إلى دمشق فبقى مقيما بها إلى أن اتفقت الكسرة ودخل المظفر دمشق فأمسكه واعتقله فلما دخل السلطان دمشق أفرج عنه وأحسن اليه وجهزه الى والده وجهز اليه شعار السلطنة فركب بها في الكرك المحروس وفيها اتفقت واقعة بين الفرن والتركمان ببلاد الجولان وكان التراكمين قد آووا الى بلد الساحل جافلين من التتار وانتقلوا إلى بلد الجولان فأقاموا بها و كانت صفد بيد الفرنج فقصدوا الاغارة على التركمان وتبيينهم على غرة منهم وشعروا بما أراد الفرنج فتأهبوا لهم وتيقظوا فلما جاؤوا اليهم وأطلوا عليهم اتقعوا معهم فكسروا الفرنج كسرة شديدة وأسروا من كنودهم جماعة فبذلوا لهم مالا يشترون به نفوسهم ويفدون به رؤوسهم فقبلوه منهم وخلوا عنهم ولم يطلعوا على ذلك أحدا من النواب السلطانية ظنا منهم أن الأمر يخفي ولا يظهر فطلع السلطان على ذلك وعلم التركمان باطلاعه فخافوا غائلة ايقاعه فرحلوا من البلاد وتوجهوا إلى الروم.
صفحة ٦٩