المتمكنة وشق المدينة وقد زخرفت بالزينة ونثرت عليه الدنانير والدراهم وأفيضت الخلع على الأمراء والمقدمين والوزراء والمتعممين على تفاوت أقدارهم وكتب إلى صاحب المغرب وصاحب اليمن وملوك الشام وثغور الاسلام ما قدره الله له من القيام بأمر عباده وايالة بلاده واستبشرت به القلوب وانجلت بدولته الكروب واستمر بالصاحب زين الدين يعقوب ابن الزبير برهه يسيرة ثم عزله وولي الصاحب بهاء الدين علي بن عماد الدين محمد الوزارة وولى القاضي تاج الدين عبد الوهاب ابن الأعز خلف الحكم وقرر قواعد الدولة على النظام وأظهر عزما أرهف من حد الحسام وراعي القواعد الصالحية وتبع الآثار النجمية وقد كان المشار اليه في بدايته مملوكا للأمير علاء الدين أيدكين الصالحي البندقدار أحد المماليك الصالحية واتفق أن الملك الصالح نجم الدين أيوب أستاذه نقم عليه فأمسكه واعتقله وارتجع مماليكه فأضافهم الى المماليك السلطانية وصير المشار اليه مع الجمدارية ثم انتقل الى البحرية فنقلته سعادته وسياسته ورأيه وشجاعته إلى أن صار بين خوشداشيته معظما وعند العساكر محترما وفي الحروب ومواقفها مقدما حتي ارتقي ذروة الملك الشريف وتسنم كاهله المنيف وبلغ من الدرجات الملوكية أعلاها ومن التصرفات السلطانية أسناها فكان كقول أبي الطيب المتنبي رحمه الله:
ذكر واقعة الأمير علم الدين سنجر الحلبي بالشام
صفحة ٥٩