هذه الروس وأحيي هذه النفوس فلا بد أن يطيعه البقاع والأقاليم والقلاع وينفذ حكمه في الشرق والغرب ويثقون بعهده فحسن موقع كلامه عنده وسأل عن حسبه ونسبه فعرف به وهو أن أباه في أيام السلطان علاء الدين كيقباد حضر الى سعد الدين المستوفي بالروم وكان نافذ الحكم في الاطلاق واجرا الأرزاق فسأله أن يجرى عليه جاريا يقتات به من بعض المدارس يكون درهما في اليوم وكان شابا جميلا وسيما من طلبة العلم واسمه مهذب الدين على وأصله من الديلم فمال اليه المستوفي لما رآه من سيمته وسنته فقال له تريد أن أصيرك مكان الولد وأجود لك بما أجد ثم قربه وأدناه وأحبه وزوجه ابنته وخوله في نعمته واتفقت وفاة المستوفي بعد ذلك فوصف مهذب الدين للسلطان علاء الدين بالفضيلة والمعرفة والكفاية والأهلية للمناصب فرشحه لوزارته وألقى اليه مقاليد دولته: فرزق معين الدين سليمان المسمى برواناه فهو ابن وزير السلطان غياث الدين ولما أخبر هولاكوا بأمره قال من السلطان ركن الدين من الآن لا يتردد الى في الأشغال أحد سواه فترقت منزلته من يومه ذلك حتى صار فيما بعد حاكما على الممالك وفارق المذكوران هولاكوا وعاد كل منهما إلى مستقره إلى أن كان منهما ما نذكره أن شاء الله.
والركبدارية والغلمان بالقاهرة وخرجوا بليل في وسط المدينة ينادون يأل على وفتحوا دكاكين السيوفيين بين القصرين وأخذوا ما فيها من السلاح وأخذوا خيل الجند من بعض الاصطبلات وكان الباعث لهم على ذلك شخص يعرف بالكوراني تظاهر بالزهد وحمل السبحة وجعل له قبة على الجبل وأقام بها وتردد بعض الغلمان اليه وأقبلوا عليه فأجرى معهم هذا الأمر ووعدهم الاقطاعات و كتب لبعضهم رقاعا بلاد معينة فثاروا هذه الثورة فركبت جماعة من العساكر وأحاطوا بهم وأخذوهم أخذا وبيلا وأصبحوا مصلبين على باب زويلة وسكنت الثورة وانطفت النايرة وكانت عليهم الدايرة كما قيل:
توفي في هذه السنة في حلب من الصلحا والفضلا والنقلة والعلماء جماعة استشهدوا في واقعة التتار فمنهم الشيخ أبو الفضل بن أبي المكارم الطرطوسي.
والشيخ الفقيه عمر بن عبد المنعم بن أمين الدولة الحلبي الحنفي بحلب في
صفحة ٥٧