365

زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة

تصانيف

التاريخ

الجديدة وهو نازل فيها محاصر تلمسان العتيقة وكان قد ضايقها سنين كثيرة ونفد ما كان لاهلها ولصاحبها من الأزواد والأقوات وخلت من سكانها فمنهم من تسلل من الضر والضيق ومنهم من مات ولم يكن بقي عندهم الى هذه الغاية الا شي ميرهم مقدار شهر لا غير واتفق موته مقتولا وكان سبب قتله انه كان قد تعلق بخدمته شخص من بن عبد الواد يسمى الرغم من اصحاب صاحب تلمسان نحظى عنده وبقي في خدمته سنين ثم غضب عليه فسجنه مدة طويلة وكان له وزير يقال له العز فلما شجن الزعيم العبد الوادي تعرض العز الوزير إلى خرمه ثم ان المريني رضى عن الزعيم واطلقه ونفاه إلى بلد الاندلس واتفق بعد مدة أن ولدت جارية من جوارى المريني اسمها از رزاره بنا ومعنى هذا الاسم الغزالة فيشر بها المريني فانكرها وقال ما اعلم انني باشرت امها فقالت له احدى النساء الخاصان به آن مولاي باشرها وهو على حالة شكر فستم وامسك وبلغ الزعيم الخبر وهو يومئذ بالأندلس وكان قد اطلع على ما فعله العز الوزير بحريمه فارسل يقول للمريني انني لم يشق على تعرض العز الى رمي كما شق على تعرضه لحرمك وفعله بازرزارة حتى انه اولدها الطفلة التي انكرت كونها منك وهي في الحقيقة منه فاستشاط المريني غضبا وامر من ساعته باحضار العز وجبه وقلع عينيه وصلبه واستدعى الخادم الذي هو زمام داره واسمه عنبر واتهمه بمواطأة العز على فساد حريمه وامر باخراجه ليقتل وفيما هم مارون به راه جماعة اصحابه الازمة والخدام فسالوه عما جرى فقال لهم لم يجر لنا خير وها هم ذاهبون بي إلى القتل وكلكم يقتل بعدي فانظروا النفوسكم ماذا تصنعون وكان ابو يعقوب قد خضب لحيته بالحناء ذلك النهار واستلقي مضطجعا في خضابه داخل داره وليس عنده الا بوابة الباب فهجم عليه خادم من الخدم و وفي يده سكين فضربه في جوفه وابتدر الخروج عنه واغلق الباب عليه فصاحت البوابة فدخل اصحابه عليه فادر كوه وبه بعض الرمق وكان ابنه ابو سالم عنده فقال له اني ميت فانظر في امرك .

ذكر جلوس ابي سالم بن ابي يعقوب المريني بعد ابيه

اعيان القوم لمبايعته فبلغ ذلك ابن اخيه ابا ثابت عامر بن عبدالله وعمه يحيي وكانا على مباشرة الحصار فاشتورا واتفقا على أن يقصدا ابا سالم و يمنعاه من السلطنة وان تكون لابي عامر دونه ويكون عمه يحيى مديرا لأمره وابر ما هذا الأمر بينهما .

ذكر مقتل ابي سالم بن ابي يعقوب المريني

وتوجها نحو ابي سالم فهرب منهما وخرج على وجهه فحصل في يد بعض اهل البلاد فامسكوه وارسلوا يخبرون ابن اخيه بانهم قد قبضوا عليه فارسل جماعة من فوارس الفرن والمسلمين فقتلوه هناك وجاوا اليه براسه .

صفحة ٣٩٠