...وقال أيضا ( هي القدحان اللذان اكان يستقسم بهما أهل الجاهلية في أمورهم مكتوب على أحدهما ( أمرني ربي ) وعلى الآخر ( نهاني ربي ) فإذا أرادوا أمرا ضربوا بها ، فإن خرج عليه أمرني ربي فعلوا ما هموا به وإن خرج الذي عليه نهاني ربي تركوه ) .
...وقال الأزهري في تفسير قوله تعالى ( وأن تستقسموا بالأزلام ) أي تطلبوا من جهة الأزلام ما قسم لكم من أحد الأمرين .
...وقال أبو إسحاق الزجاج وغيره : ( الاستقسام بالأزلام حرام ) ولا فرق بين ذلك وبين قول المنجم : لا تخرج من أجل طلوع نجم كذا ، أو اخرج لأجل طلوع نجم كذا لن الله تعالى يقول : { وما تدري نفس ماذا تكسب غدا } وذلك دخول في علمه تعالى الذي هو غيب عنا فهو حرام .
...ويدخل فيه ( الفأل ) الذي يفعل في زماننا ويسمونه ( فال القرآن ) و(فأل دانيال ) عليه السلام أو نحوها ، فإنهما من قبيل الاستقسام بالأزلام فلا يجوز استعمالها ولا اعتقادها لأن فيها الخبر عن الغيب والتطير بالقرآن العظيم وإنما الفأل التيمن والتبرك بالكلمة المرافقة للمراد كالراشد والنجيح لما ورى البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه أنه عليه السلام قال : " لا دعوى ولا طيرة ويعجبني الفأل " وما الفأل قال :"كلمة طيبة " .
...وروى الترمذي عن أنس رضي الله عنه أنه عليه السلام كان يعجبه إذا خرج لحاجة أن يسمع : يا راشد يا نجيح .
صفحة ٤٠