......ومنها أحاديث مكذوبة مختلقة وضعها أشباه عباد الأصنام من المقابرية على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تناقض دينه وما جاء به كحديث ( إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور ) وحديث ( لو أحسن أحدكم ظنه بحجر نفعه ) وأمثال هذه الأحاديث التي هي مناقضة لدين الإسلام وضعها عباد القبور وراجت عليه أشباههم من الجهال والضلال والله تعالى بعث رسوله صلى الله عليه وسلم لقتل من حسن ظنه بالأحجار والأشجار وجنب أمته الفتنة بالقبور بكل طريق كما تقدم .
......ومنها حكايات حكيت لهم عن أهل تلك القبور : أن فلانا استغاث بالقبر الفلاني في شدة فخلص منها وفلان دعاه أو دعا به في حاجة فقضيت حاجته وفلان نزل به ضر فاسترجى صاحب ذلك القبر فكشف ضره .
...وعند السدنة والمقابرية من ذلك شيء كثير يطول ذكره وهم من أكذب خلق الله تعالى على الأحياء والأموات والنفوس مولعة بقضاء حوائجها وإزالة ضروراتها فإذا سمع أحد أن قبر فلان ترياق يميل إليه والشيطان له تلطف في الدعوة فيدعوه أولا إلى الدعاء عنده فيدعو عنده بحرقة وانكسار وذلة فجيب الله تعالى دعوته لما قام بقلبه من الذلة والانكسار لا لأجل القبر فإنه لو دعا كذلك في الحانة والخمارة والحمام والسوق أجابه فيظن الجاهل أن للقبر تأثيرا في إجابة تلك الدعوة والله تعالى يجيب دعوة المضطر ولو كان كافرا فليس كل من أجاب الله تعالى يجيب دعاءه يكون راضيا عنه ولا محبا له ولا راضيا بفعله فإنه تعالى يجيب دعاء البر والفاجر والمؤمن والكافر .
...وكثير من الناس يدعو دعاءا يعتدي فيه أو يشرك أو يكون فيه ما لا يجوز أن يسأل فيحصل له ذلك كله أو بعضه فيظن أن عمله صالح مرضي عند الله تعالى ويكون كمن أملى له وأمده بالمال والبنين وهو يظن أن الله تعالى يسارع له في الخيرات وقد قال الله تعالى { فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء } .
صفحة ٣٥