...ومنها المشابهة بعباد الأصنام بما يفعلونه عندها من العكوف عليها والمجاورة عندها وتعليق الستور عليها واتخاذ السدنة لها حتى أن عبادها يرجحون المجاورة عندها على المجاورة عند المسجد الحرام ويرون سدانتها أفضل من خدمة المساجد .
...ومنها النذر لها ولسدنتها .
...ومنها المخالفة لله ولرسوله والمناقضة لما شرعه في دينه .
...ومنها إماتة السنن وإحياء البدع .
...ومنها السفر مع التعب الأليم والإثم العظيم فإن جمهور العلماء قالوا : السفر إلى زيارة قبور الأنبياء والصالحين بدعة لم يفعلها أحد من الصحابة والتابعين ولا أمر بها رسول رب العالمين ولا استحبها أحد من أئمة المسلمين فمن اعتقد ذلك قربة وطاعة فقد خالف السنة والإجماع ولو سافر إليها بذلك الاعتقاد يحرم بإجماع المسلمين فصار التحريم من جهة اتخاذه قربة .
...ومعلوم أن أحد لا يسافر إليها إلا لذلك وقد ثبت في [ الصحيحين ] أنه عليه السلام قال :" لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا "
...ومنها إيذاء أصحابها فإنهم يتأذون بما يفعل عند قبورهم مما ذكر ويكرهونه غاية الكراهية كما أن المسيح يكره ما يفعله النصارى في حقه وكذلك غيره من الأنبياء والعلماء والمشايخ يؤذيهم ما يفعله أشباه النصارى في حقهم وهم يتبرؤون منهم يوم القيامة كما قال تعالى { ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول ءأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل } وقال الله تعالى { يعيسى ابن مريم ءأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق } .
صفحة ١٧