٢٢٩ - قال ابن الأعرابي: قال رجلٌ من الأعراب لأخيه: تشرب الخازر من اللبن ولا تتنحنح؟ فقال: نعم؛ فتجاعلا جعلًا، فلمّا شربه آذاه؛ فقال: كبشٌ أملحُ، وبيت أفيح، وأنَا فيه أتبحبح. فقال له أخوه: قد تنحنحت! فقال: من تنحنح فلا أفلح.
٢٣٠ - قال إبراهيم بن المنذر الحزاميّ: قدم أعرابيُّ من أهل البادية على رجلٍ من أهل الحضر، فأنزله، وكان عنده دجاجٌ كثيرٌ، وله امرأة وابنان وبنتان.
قال: فقلت لامرأتي: اشوي دجاجةٌ وقدميها إلينا نتغدى بها؛ وجلسنا جميعًا، ودفعنا إليه الدجاجة، فقلنا: اقسمها بيننا؛ نريد بذلك أن نضحك منه، قال: لا أحسن القسمة، فإن رضيتم بقسمتي قسمت بينكم؛ قلنا: نرضى؛ فأخذ رأس الدجاجة، فقطعه، فناولينه، وقال: الرّأس للرئيس؛ ثمّ قطع الجناحين، وقال: الجناحان للابنين؛ ثمّ قطع السّاقين، وقال: الساقان للابنتين؛ ثمّ قطع الزّمكّى، وقال: العجز للعجوز؛ ثمّ قال: والزّور للزائر؛ فلمّا كان من الغد، قلت لامرأتي: اشوي لي خمس دجاجاتٍ؛ فلمّا حضر الغداء، قلنا: اقسم بيننا؛ قال: شفعًا أو وترًا؟ قلنا: وترًا، قال: أنت وامرأتك ودجاجةٌ ثلاثةٌ؛ ثمّ رمى بدجاجةٍ، وقال: وابناك ودجاجةٌ ثلاثةٌ؛ ورمى إليهما بدجاجةٍ، وقال: وابنتاك ودجاجةٌ ثلاثةٌ؛ ثمّ قال: وأنا ودجاجتان ثلاثةٌ؛ فأخذ الدجاجتين؛ فرآنا ننظر إلى دجاجتيه فقال: لعلّكم كرهتم قسمتي الوتر؟ قلنا: اقسمها شفعًا؛ فقبضهن إليه، ثمّ قال: أنت وابناك
1 / 112