فكما يشير جريفن، فإن شمشون كان - في منشئه المبكر - إله الشمس الفلسطيني، لكنه دخل وأسطورته الجسد الديني الأسطوري العبري في العصور المتأخرة - «القضاة» - وهي أسفار دونت متأخرا جدا، فتبدى فيها كبطل إسرائيلي في مواجهة دليلة الفلسطينية،
4
بل هو ظل منتميا إلى قبيلة دليلة الفلسطينية بعد الزواج، و«دان» هو اسم قبيلته الفلسطينية، ويلاحظ أن قبيلة «دان» هذه الفلسطينية هي ما انحدر منها ملوك دانية أو الدانيون بالأندلس منذ ما قبل الفتح العربي للأندلس وحتى القرن الحادي عشر الميلادي.
والملفت أن «فابيولات» شمشون المدونة بسفر القضاة ترد أيضا في فترة أسر الفلسطينيين للإسرائيليين حين عملوا الشر، فدفعهم «الرب ليد الفلسطينيين أربعين سنة» (قضاة: 13)، فولد شمشون لامرأة عاقر وأب اسمه منوح، زارها - كالعادة - ملاك الرب فولدت ابنا ودعت اسمه شمشون، وابتدأ ملاك الرب يحركه في محلة «دان» الفلسطينية بين صرعة واشتاول، إلى أن نزل تمنة ورأى امرأة في تمنة من بنات الفلسطينيين، فأراد أن يتزوجها «وفي ذلك الوقت كان الفلسطينيون متسلطين على إسرائيل.»
ومع ملاحظة أن الحزورة والأحجية - التي كان شمشون يطلقها - خصيصة فولكلورية عربية بأكثر منها عبرية، ولعل أهمها حزر أو فزورة قتل شمشون للأسد حين شقه كشق الجدي وليس في يده شيء، بنفس ما فعل الزير سالم حين قتل الأسد بيديه العاريتين، وذلك حين طالبته الجليلة بإحضار «لبن السباع»، فكان أن طلب سيفا ينازل به الأسد، فطلب الملك كليب - بدوره - من زوجته إعطاءه سيفه، فكان أن سخرت منه الجليلة، فكان أن اندفع الزير سالم منازلا الأسد بيديه العاريتين إلى أن صرعه.
بل إن في «أحبولة» قتاله مع الأسد وأسرته، وتعرفه على اللبؤة وحلب لبنها في حق رجع به إلى زوجة أخيه الجليلة لكي تحبل، ما يقرب بنا من فزورة شمشون.
وكيف وجد شمشون عسل النحل داخل جيفة الأسد، فأكل منه (من الأكل خرج آكل، ومن الحافي خرجت حلاوة).
فتوحد الزير سالم بشمشون، ويرجح أن الزير سالم هو الأصل المبكر جدا الذي عدل أو حور في سفر قضاة (13، 14، 15، 16، 17) لفابيولات شمشون ودليلة.
من ذلك أن كلا منهما تسلطت عليه امرأة فلسطينية، شمشون دليلة الفلسطينية التي التقى بها عقب سلسلة من المغامرات الغرامية مع عدة نساء فلسطينيات في تمنة ووادي سورق وغزة.
بما يشير إلى أنه كان «زير» نساء بدوره، مثل زيرنا، ومن أحد جوانبه وزواياه.
صفحة غير معروفة