============================================================
وتؤلفونه. ويقال: قد تخلق كذبا واختلق وخلق. وقال: مجازه: تختلقون وتفترون(1).
وقال غيره: صخرة خلقاء، أي ملساء، كأنها قد قدرت لملاستها(2). وأنشد: البسيط] قد يترك الدهر في خلقاء راسية وهيا وينزل عنها الأعصم الصدعا(3) ويقال: سحاب أخلق ومخلولق، إذا تخيل للمطر، كأن معناه قد قدر فيه المطر، وقدر للمطر(4). ويقال: أخلق به أن يفعل كذا وكذا، أي قدر فيه. ويقال أيضا: خليق أن يفعل ذلك، على ذلك المعنى. وقال الكسائي في قوله عز وجل (ألم تعلم أن الله على كل شيء قديره البقرة: 106]، هو من قدرت الشيء، أقدره، قدرا، بجزم الدال. وقال عز وجل (وما قدروا الله حق قدره) [الأنعام: 91]، وقد يجوز فيه الفتح. قال الله عز وجل (فسالت أودية بقدرها) [الرعد: 17]. ففتح في موضع، وجزم في موضع وقد تدخل كل لغة منها على الأخرى. قال: وكأن التخفيف هو المصدر، والتثقيل هو الاسم. ومن ذلك قول الشاعر: [الطويل] وما صب رجلي في حديد مجاشع مع القذر إلا حاجة لي أريدها(5)
أراد القدر، فخفف.
وقال غيره: فقيل لله عز وجل "خالق الخلق"، أي هو الذي قدر الأشياء كلها، فسمى تقديره لها "خلقا"، وذلك قوله عز وجل (إنا كل شيء خلقناه بقدر) [القمر: 49].
وقادر وقدير في معنى واحد. وقدير: "فعيل"، في معنى "فاعل" . يقال: قدر (1) أبو عبيدة: مجاز القرآن 114/2.
(2) في العين للفراهيدي 151/4 : هضبة أو صخرة خلقاء: أي مصمتة .
(3) إصلاح المنطق ص 43، ديوان الأعشى ص 105 .
(4) في العين 152/4 : اخلولق السحاب: أي استوى، كأنه ملس تمليسا.
(5) إصلاح المنطق لابن السكيت ص 96، ونسبه للفرزدق، لكنه لم يرد في ديوانه طبعة دار الكتاب اللبناني.
202
صفحة ٢٠٥