وبعد ذلك أعطى عثمان رضى الله عنه خراسان مرة ثانية إلى عبد الله بن عامر، وأرسل نائبا عنه الربيع بن زياد 5 ليفتح سيستان، وسبى أربعين ألفا من الذرارى، وكان من هؤلاء الرقيق مهران مولى عبيد الله بن زياد، وصالح بن عبد الرحمن، وپيروز مولى حصين بن مالك العنبرى 6 وبستام 7 مولى بنى الليث، وله فى مرو أولاد وأعقاب كثيرون، ومعاذ بن مسلم جد المعاذيين الذين كانوا ولاة خراسان، وعكرمة مولى عبد الله ابن عباس، وكان پيروز مولى حصين هذا مع عبد الرحمن بن الأشعث حينما أسره يزيد ابن المهلب وأرسله إلى الحجاج بن يوسف. وكانت مدينة ميسان والفرات وأعمالها لحصين ابن مالك العنبرى وپيروز، وكان لهما مال عظيم طلبه الحجاج من پيروز فلم يعطه له فقتله الحجاج لهذا السبب. ولما تم فتح سيستان عاد الربيع بن زياد إلى البصرة، وقال له العارفون بشئون الماء: لو شققنا لك قناة فهل تطلق سراحنا وسراح أبنائنا فاشترط أن يطلق سراحهم، فاجتهدوا، وأخرجوا الماء فى بناج وحجفة، وبستان بنى عامر ونخيله على بعد منزل واحد من مكة وعرفات، وهم الذين جعلوا السقاية لبنى عامر، وأثر ذلك باق حتى الآن.
جعدة بن هبيرة المخزومى
حينما تولى الخلافة على بن أبى طالب رضى الله عنه أعطى خراسان لجعدة بن هبيرة، وهو ابن خال على، وكانت زوجته أم الحسن بنت على.
وكتب على رسالة إلى براز بن ماهويه دهقان مرو أن يدفع الخراج لجعدة، وكتب براز رسالة إلى جميع دهاقنة مرو بطاعة جعدة فى دفع الخراج. وقد فتح جعدة فتوحات كثيرة فى خراسان، واشترك ابنه عبد الرحمن كذلك فى حرب الجمل التى كانت فى البصرة سنة ست وثلاثين، وفى حرب صفين التى حارب فيها على عليه السلام معاوية سنة سبع وثلاثين.
عبد الرحمن بن أبزى الخزاعى
صفحة ١٦٥