وفى عهد المستكفى زادت الأسعار فى بغداد وتفشى الوباء ومات كثير من الناس، وحينما رحل أحمد بن بويه من بغداد قل الوباء وانخفضت الأسعار ورخصت الغلات وكثرت.
وقد أرسل المستكفى عهد خراسان إلى الأمير حميد نوح بن نصر وقبلها (الأمير حميد) وكان الرعية فى خراسان يميلون إلى أبى إسحاق إبراهيم بن أحمد ابن إسماعيل 62 وكان بالموصل وأرادوا أن يرسل المستكفى عهد خراسان إليه، والسبب فى ذلك أن أبا على 63 حينما ترك مرو إلى نيشاپور طلب عرض الجند من محمد بن جعفر العارض 64 وأسقط من الديوان أسماء كثير من الشخصيات المعروفة فى الجيش فتغير الجيش على أبى على لهذا السبب، وقدموا إلى الرى يرغبون فى الاستزادة من أبى على 65 فأرسل معهم قسورة بن محمد ليضبط أعمال ديوان الرى فجعل الحل والعقد فيه كما كان على عهد الأمير سعيد، وتولى قسورة عشرينية الجيش 66 ورعاية الحساب فيه، واستدعى الحشم إبراهيم بن أحمد وذهبوا إلى المستكفى وأخذوا عهد خراسان لإبراهيم فتوجه إلى خراسان، وحينما وصلوا إلى مدينة الرى فى شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة وصل خبر مجى ء إبراهيم إلى نوح، وقد أمر إبراهيم أن يقبضوا على قسورة وأن يكلوا أمره إليه، ولما رأى أبو على ذلك بايع إبراهيم وذهب ناحية الجبل وقدم نوح بجيش من بخارى قاصدا حرب إبراهيم، وعند ما رأى إبراهيم أنهم جعلوا الخطبة له على عدة منابر وأن الأمر قد اشتد والفساد قد استشرى خلع إبراهيم نفسه حتى تسكن هذه الفتنة وتهدأ تلك الثورة، وحينما جاء نوح إلى سمرقند قدم إبراهيم إليه فسر منه وابتهج بعمله.
المطيع لله
صفحة ١٤٤