خسرو بن هرمز
حينما جلس على العرش وعد الناس وعودا طيبة، وعند ما انفرد بنفسه ذهب إلى هرمز، واعتذر له؛ لأنه قبل الملك" وقال: لو لم أجب لزال الملك من أسرتنا وتغلب عدو مثل بهرام چوبين علينا، فقبل هرمز عذره، وسر قلبه، وحينما قصد بهرام (چوبين) پرويز خرج پرويز إليه، ودارت رحى الحرب، وانفض جيش پرويز عنه إلى بهرام، وهرمز پرويز مع عشرة من فرسانه، وقدم من المدائن إلى والده، واستطلع منه إلى من يذهب من الملوك ليسانده ويناصره؟
فقال هرمز: أما العرب فهم فقراء، وهم منصرفون إلى المال مشغولون به، ولن يحاربوا من أجل ملكك، وخصومك قد قطعوا عليك طريق التركستان والهندوستان ، أما الروم ففيها المال والرجال والسلاح. فذهب پرويز بمشورة والده إلى بلاد الروم وحينما رحل رجع خالاه: بسطام وبندويه، ودخلا إلى هرمز منتحلين عذرا وخنقاه، ثم لحقا فى إثر پرويز، ولم يعلم پرويز بذلك.
وعند ما ذهب إلى بلاد الروم لاطفه القيصر مويرق 19 وهش له وأعطاه الجيش، وأمده بكثير من المال، وزوجه ابنته 20.
وحينما رجع إلى إيران أتى إليه بهرام چوبين، وتحاربا، وتقاتلا، وهزم بهرام مع أربعة آلاف رجل، وفر إلى التركستان، فتقدم خسروا پرويز واقتعد عرش والده وجده، ولما استتبت أمور المملكة انصرف للتدبير والحيلة؛ ليفسد قلب الخاقان على بهرام، بعد أن فعل بهرام فى التركستان فعالا حميدة، وفى النهاية أهلكوا بهرام (نتيجة) مكر پرويز. وبنى خسرو مدينة بغداد، وأتمها المنصور.
صفحة ٨٦