وهل هناك أكثر خبلا من قوم يرشحون أنفسهم للانتخابات والأصوات التي يريدون أن يحصلوا عليها كلها أصوات مؤمنة تؤمن بالله وباليوم الآخر، منهم المسلمون الذين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وخاتم النبيين ويقيمون الصلوات، ومنهم المسيحيون الذين قال عنهم سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم:
ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون (المائدة : 82).
وكتب ردا لأحد الإخوة المسيحيين ردا على مقالة له: وأقدم بين يدي القراء هذا الخطاب الذي وصلني من الأستاذ حليم فريد تادرس:
استجابة لطلبك الغوص والإنقاذ بعنوان «وا أزهراه» (أهرام 7 / 8) وسؤالك أين أزهرنا؟ وهو أزهرنا أيضا نحن - المسيحيين - أقباط مصر وليس أزهر المسلمين فحسب؛ لأنه أولا: مجمع لحماية الدين الإسلامي الذي كفل لنا نحن - المسيحيين - حرية العقيدة والاعتقاد، وهما أسمى ما يملك الإنسان ووضع قوله تعالى:
لا إكراه في الدين
عنوانا لمعاملاته مع غير المسلمين. ثانيا: خطب فيه أقباط مصر سنة 1919م ضد الاستعمار الإنجليزي. وهو ثالثا الذي خضع له الحكام والأمراء، وتزعم الحركات السياسية الكبرى وكان حربا على الظلم والطغيان وعونا على الحكام الظالمين حتى 23 يوليو، وهو الذي حفظ ما بقي من التراث العلمي والعربي. رابعا: وقاوم عوامل الانحلال والضعف والعجمة خلال العهد العثماني، وهو خامسا ومن قبل ومن بعد جامعة كبرى للتربية والتعليم الدينيين أقول استجابة لطلبك الغوص والإنقاذ، والآن الأزهر هو أزهر جميع المصريين.
آثرت أن أنشر هذا الخطاب من بين سيل الخطابات التي جاءت إلي، وقد أختلف مع الأستاذ حليم في بعض تفسيرات، ولكنني ولا شك معجب بخطابه هذا كل الإعجاب، وكم يسعدني أن أنشره معبرا عن رأي إخواننا الأقباط الذي يعتبرون الأزهر حاملا الرسالة القومية التي تعين العرب أجمعين في شرق الأرض ومغاربها! وإني لأرجو أن يجد الأزهر في هذا المقال ما يستنهض عزيمته فيعود إلى الحياة العامة التي يفتقده فيها العرب فلا يجدونه، ولله الأمر من قبل ومن بعد (الأهرام 28 أغسطس 1989م).
وكتب في مقال يهاجم الإخوان المسلمين: أنتم تحاربون أقباط مصر على رغم أن رسول الله أوصانا بهم خيرا. ولم لا، وقد تزوج منهم؟!
وكتب مقالا يستغيث فيه من تدهور اللغة العربية بين تلاميذ المدارس، وحتى بين خريجي الجامعات ، وطالب المسئولين بزيادة التركيز على حفظ الشعر؛ فهو سيقوم بنفس النتيجة، وإذا به يفاجأ برسائل كثيرة تصله من آباء مسيحيين يطالبون فيها أن يحفظ أولادهم القرآن مع المسلمين ليتوافر لهم النطق الصحيح واللسان القويم.
ومقالة أخرى عن الأزهر
صفحة غير معروفة