كما قام بتأسيس وتجهيز عشر مكتبات في بعض محافظات مصر كنواة لتحقيق هدف عام من أهم أهداف الاتحاد، وهو نشر الثقافة والتشجيع على القراءة والاطلاع.
الاتفاقيات والمعاهدات الثقافية
في هذا الصدد، وبمقتضى الاتفاقيات والمعاهدات التي أبرمت بين اتحاد كتاب مصر وعدد من اتحادات الكتاب الأجنبية، تم تبادل الوفود الأدبية وتنظيم اللقاءات الفكرية والأدبية بين المصريين والأجانب؛ مما كان له أكبر الأثر في التعريف بأدباء مصر ومفكريها وشعرائها والتعرف على نظرائهم من الأجانب.
سجل الوصايا الأدبية للأعضاء
أنشأ ثروت أباظة سجل الوصايا الأدبية مستوفيا بكافة الجوانب القانونية وما يترتب عليها من حقوق مالية لأعضاء الاتحاد، وكان أول من تقدم بوصيته الأدبية في السجل الكاتب الكبير توفيق الحكيم، ثم تلاه الأديب العالمي نجيب محفوظ.
وبعد، فهذا قليل من كثير، وإذا كان اتحاد كتاب مصر لا يزال موجودا على الساحة يواصل رسالته بعد استقالة ثروت أباظة، فذلك مرجعه إلى الأساس المتين الذي وضعه من اليوم الأول الذي تولى فيه مهامه ومسئولياته، كما تشهد بذلك جميع السجلات والوثائق الموجودة لدى الاتحاد، والتي ستظل تتحدث عن بصمات صاحبها وأياديه البيضاء، والتي حاولت - كشاهد عيان - أن أذكر بعضا منها للحقيقة والتاريخ، فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
وفي آخر انتخابات له في اتحاد الكتاب نجح بإجماع الأصوات، ولكنه شعر بالغدر فقدم استقالته من الاتحاد؛ فإذا بخصومه الذين كانوا يعارضونه يندمون على أيام رئاسته ويتمنون لو تعود هذه الأيام التي كان فيها الاتحاد صلبا متماسكا.
رحم الله كاتبنا الكبير الغائب الحاضر المغفور له ثروت أباظة وأنزله منازل الصديقين والأبرار، إنه سميع مجيب. •••
بدأت علاقة المستشار «على كمونة» به وهو لا يزال في المدارس الثانوية في السادسة عشرة من عمره، وكان شديد الإعجاب بجميع أعماله من مقالات، وقصص قصيرة وروايات طويلة، ويحفظ أيضا تاريخ صدورها، وكان يزوره في مكتبه في الأهرام ويسعد بالحوار معه، ثم استمرت الزيارات حتى عين ثروت وكيلا لمجلس الشورى ، وفي يوم جرى الحديث عما حدث في روسيا مع سقوط الشيوعية فقال «علي كمونة»: أنت كتبت سنة 1970م مقالا تنبأت فيه بسقوط الاتحاد السوفيتي. فقال ثروت أنا لا أذكر هذا المقال، فجاء علي كمونة إلى مكتب ثروت في مجلس الشورى في اليوم التالي ومعه المقال فنشره ثروت في جريدة الأهرام وكتب في مقدمته هذا المقال كتبته سنة 1970م وأنشره بدون تعليق.
وحدث منذ ثلاث أو أربع سنوات أن طلبه في التليفون المستشار «علي كمونة» مساء وقال له «كل سنة وأنت طيب» فقال له: وما المناسبة؟ فأجابه عيد زواجك، فتضايق ثروت أننا نسينا هذه المناسبة وقال لي: اطلبي «تورتة» فورا ولنحتفل بهذا اليوم. ولام نفسه ولامني على هذا النسيان وكانت هذه هي السنة الوحيدة التي نسينا فيها تاريخ يوم زواجنا.
صفحة غير معروفة