ونلت ما تبتغيه
وصرت في العلم تحكي
علي بن نبيه
وكان أحد الشعراء يمتدحه بما صاغه الشاعر العربي القديم في أحد الولاة:
بلغت لعشر مضت من سنيك
ما يبلغ السيد الأشيب
فحظك فيها جسام الأمور
وحظ لداتك أن يلعبوا
وكان «علي بك خليل» شيخ الإذاعيين عفيف اللسان رقيق المشاعر من أشد المعجبين «بثروت» كإنسان وككاتب، وفي كل يوم اثنين من كل أسبوع - وهو اليوم الذي تظهر فيه مقالة «ثروت» في الأهرام - يكلمه في التليفون مكالمة كلها حماس وإعجاب وحب، ويدعو له أن يظل يكتب بهذه الجرأة في السياسة، وبهذا الخشوع في الدين، وهو صادق وعادل في الحالتين، وبطبيعة الحال كان الإعجاب من الطرفين ف «علي بك خليل» من رواد الإعلاميين في مصر ومن أعظم الشخصيات التي عرفناها.
وأما عن مجلس الشورى فقد عمل فيه ثروت ثمانية عشر عاما وكيلا له، وكان الدكتور «مصطفى كمال حلمي» رئيس المجلس بشخصيته المتواضعة وأدبه الجم وقلبه الكبير المليء بالحب والصفاء؛ من أقرب الناس إلى قلب ثروت، وكان يكن له بدوره احتراما وحبا وإعجابا لا مثيل له، وظلت هذه الأخوة وهذا التفاهم طوال هذه السنوات، ولا يمكنني إلا أن أذكر ما فعله الدكتور «مصطفى حلمي» في جنازة «ثروت» فقد سافر إلى «غزالة» ومشى من المنزل وحتى المقابر في طريق طويل جدا غير ممهد، ولكنه أصر على السير حتى ودعه الوداع الأخير، ولن ننسى ذلك الموقف للدكتور الإنسان.
صفحة غير معروفة