ذكر الِاسْم، فَالَّذِي يَنْبَغِي أَن يسْأَل عَن أمثلته تغير الْمُشْتَقّ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمُشْتَقّ مِنْهُ؛ ليدْخل فِي ذَلِك الْفِعْل، فَإِنَّهُ أصل فِي الِاشْتِقَاق؛ إِذْ لَا فعل إِلَّا وَهُوَ مُشْتَقّ من مصدر مُسْتَعْمل أَو مُقَدّر١، وَالِاسْم تبع لَهُ؛ وَلذَلِك كثر فِيهِ الجمود.
وَبعد ذَلِك فالاعتبار الصَّحِيح يَقْتَضِي كَون الْمُشْتَقّ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مباينة الْمُشْتَقّ مِنْهُ عشْرين قسما أَو أَكثر من ذَلِك.
أَولهَا: متغير بِزِيَادَة حرف دون تبدل حَرَكَة: كـ ضَاحِك فاشتقاقه من الضَّحك٢.
وَثَانِيها: متغير بِزِيَادَة حرف مَعَ تبدل حَرَكَة كـ: طَالب فاشتقاقه من «الطَّلَبِ» ٣.
وَثَالِثهَا: متغير بِزِيَادَة حَرَكَة دون تبدل أُخْرَى: كـ «مَزَق فاشتقاقه من المَزْق» ٤.
وَرَابِعهَا: متغير بِزِيَادَة حَرَكَة مَعَ تَبَدُّلِ أُخرى: كـ «حَسَنَ فاشتقاقه من الحُسْنِ» ٥.
_________
١ كَلَام ابْن مَالك هُنَا مُؤَكد لما ذكره فِي التسهيل وَشَرحه من أَن الْفِعْل مَأْخُوذ من الْمصدر وَهُوَ بذلك ينهج نهج الْبَصرِيين الَّذِي تقدّمت الْإِشَارَة إِلَيْهِ، لَكِن كَلَامه هُنَا يدل على أَنه يرى أَن الْفِعْل أصل لبَقيَّة المشتقات بَيْنَمَا نجده يُصَرح فِي شَرحه للتسهيل بِأَنَّهُ يجب كَون الصّفة مُشْتَقَّة من الْمصدر، وَبِهَذَا يكون لَهُ فِي الْمَسْأَلَة رأيان، وَقد ذكر مُحَقّق شرح التسهيل أَنه من آخر مؤلفاته، وعَلى ذَلِك يكون مَا فِي شَرحه هُوَ الرَّأْي الْأَخير لِابْنِ مَالك وَالله أعلم. ينظر شرح التسهيل لِابْنِ مَالك ٢/١٧٨، وَمَا بعده والتقديم ص ٦.
٢ زَادَت فِيهِ ألف فَاعل وَفِي الصِّحَاح ضحك يضْحك ضَحْكًا وضِحْكًا وضِحَكًا وضَحِكًا أَربع لُغَات.
٣ زَادَت فِيهِ ألف فَاعل وتغيرت حَرَكَة اللَّام من الْفَتْح إِلَى الْكسر.
٤ زَادَت فِيهِ حَرَكَة الزَّاي، والمزق الْخرق والشق للثياب وَنَحْوهَا يُقَال: مَزَقه يَمْزِقه مَزْقًا ومزقة.، الصِّحَاح وَاللِّسَان «فزق» .
٥ زَادَت حَرَكَة الشين وتغيرت حَرَكَة الْحَاء من الضَّم إِلَى الْفَتْح.
1 / 335