289

الزكاة في الإسلام في ضوء الكتاب والسنة

الناشر

مركز الدعوة والإرشاد بالقصب

رقم الإصدار

الثالثة

سنة النشر

١٤٣١ هـ - ٢٠١٠ م

تصانيف

المبحث الرابع عشر: صدقة التطوع في الإسلام
أولًا: مفهوم صدقة التطوع: لغة واصطلاحًا
الصدقة لغة: جمع صدقات، وتَصَدَّقتُ: أعطيتُهُ صدقةً، والفاعل مُتصَدِّقٌ، [وهو الذي يُعطي الصدقة]، ومنهم من يخفف بالبدل والإدغام فيقال: مُصَّدِّقٌ، والمتصدِّقُ: المُعطي، وفي التنزيل: ﴿وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ﴾ (١).
وقد جاء المتصدِّقُ والمصَّدِّقُ في القرآن العظيم: ﴿وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ﴾ (٢). و﴿الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ﴾ (٣). وأما المُصَدِّق بتخفيف الصاد: فهو الذي يأخذ صدقات النَّعَم» (٤).
والذي يُصدِّقك في حديثك (٥) فالصدقة: العطية.
والصدقة اصطلاحًا: العطية التي يُبتغى بها الثواب عند الله تعالى (٦).
قال العلامة الأصفهاني: «الصدقة ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة، كالزكاة، لكن الصدقة في الأصل تقال للمتطوَّع به، والزكاة للواجب، وقد يُسمَّى الواجب صدقةً إذا تحرَّى صاحبها الصدق في فعله» (٧).

(١) سورة يوسف، الآية: ٨٨.
(٢) سورة الأحزاب، الآية: ٣٥.
(٣) سورة الحديد، الآية: ١٨.
(٤) المصباح المنير، للفيومي، ١/ ٣٣٦.
(٥) مختار الصحاح، لمحمد بن أبي بكر الرازي، ص ١٥١.
(٦) التعريفات للجرجاني، ص ١٧٣، ولغة الفقهاء، لمحمد روَّاس، ص ٢٤٣.
(٧) مفردات ألفاظ القرآن، للأصفهاني، ص ٤٨٠.

1 / 294