الزاهر في معاني كلمات الناس

ابن الأنباري ت. 328 هجري
91

الزاهر في معاني كلمات الناس

محقق

د. حاتم صالح الضامن

الناشر

مؤسسة الرسالة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٢ هـ -١٩٩٢

مكان النشر

بيروت

وأنكر الفراء هذا وقال: ليس في أبنيةِ العرب: فَيْعِل، [إنما هو: فَيْعَل، مثل: صيرف وخَيْفَق وضيْغَم] . وقال في: قيِّم وسيِّد وجيِّد، هذا من الفعل: فَعِيل، أصله: قَوِيم وسَويد وجَوِيد، على وزن: كريم وظريف، فكان يلزمهم أن يجعلوا الواو ألفًا لانتفاح ما قبلها، ثم يسقطوها (١٠٤)، لسكونها وسكون الياء التي بعدها، فلما فعلوا ذلك، صار فَعِيل، على لفظ: فَعْل، فزادوا ياء على الياء، ليكمل بها بناء الحرف (١٠٥) . والحيّ أصله: الحَيْو. فلما اجتمعت الياء والواو، والسابق ساكن، جعلتا ياء مشددة. ٥٣ - وقولهم في أسمائه ﷿: الحليمُ المُقيتُ قال أبو بكر: الحليم (١٠٦) معناه في كلامهم الذي لا يعجل بالعقوبة؛ يقال: حلمت عن الرجل أحلم عنه حلمًا: إذا لم أعجل عليه. قال جرير (١٠٧): (حلمتُ عن الأراقمِ فاستجاشوا ... فلا برحت قدورُهُمُ تَفُورُ) وتقول: حلمت في النوم أحلم حُلْمًَا، وَحُلُمًا. قال المؤمل: (حلمتُ بكم في نَوْمتي فغضبتُمُ ... فلا ذنبَ لي أَنْ كانتِ العينُ تحلمُ) (١٠٨) [أي طرقني خيالكم فغضبتم علي، من غير أن كان لي ذنب] ويقال: حلم (١٨٨) الأديم يحلم حلمًا: إذا تنقب وفسد. قال الوليد بن عقبة (١٠٩) لمعاوية بن أبي سفيان:

(١٠٤) ك: يسقطوا. (١٠٥) ينظر: اللسان (قوم) . (١٠٦) الزجاج ٤٥. الزجاجي ١٥٦، القشيري ١٨١. (١٠٧) أخل به ديوانه. وفي ك: صدورهم. [وفي ف: واستجاشوا] . (١٠٨) مثلثات قطرب ٣٤ وبلا عزو في الزجاجي ١٥٦. (١٠٩) حماسة البحتري ٣٠، تاريخ الطبري ٤ / ٥٦٤. والوليد أخو عثمان بن عفان لأمه، أسلم يوم فتح مكة، ت ٦١ هـ (الأغاني ٥ / ١٢٢، الإصابة ٦ / ٦١٤) .

1 / 91