الزاهر في معاني كلمات الناس
محقق
د. حاتم صالح الضامن
الناشر
مؤسسة الرسالة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٢ هـ -١٩٩٢
مكان النشر
بيروت
١٢٥ - وقولهم: فلان شيطانٌ من الشياطين
(١١٨)
قال أبو بكر: معناه قَوِيٌ نشِط مَرِح. قال جرير (١١٩):
(أيامَ يدعونَني الشيطانَ من غَزَلي ... وكُنَّ يهوينني إذْ كنتُ شيطانا)
وقول الرجل للرجل إذا استقبحه: يا وَجْهَ الشيطان (١٢٠) . قال أبو بكر: قال الفراء (١٢١): فيه ثلاثة أقوال:
أحدهن: أن الشيطان وإن كان لم يُعاين فيقع التشبيه به بالمعاينة، فإن صورته (٢٧٠) في القلوب في نهاية الوحشة والسماجة. فأوقع الرجل التشبيه على ما يتصور في نفسه، ويُحيط به علمُهُ. (٦٦ / ب)
والقول الثاني: أن العرب / تسمي ضربًا من الحيات ذا عرف، من أسمج ما يكون منها: رؤوس الشياطين، ويسمون الواحدة: شيطانة، والواحد: شيطانًا. قال حميد بن ثور (١٢٢):
(فلمّا أَتَتْهُ أَنْشَبَتْ في خِشاشِهِ ... زِمامًا كشيطانِ الحماطَةِ مُحْكَما)
وأنشد الفراء (١٢٣):
(عَنَجْرِدٌ تحلِفُ حينَ أحلفُ ...)
(كمِثلِ شيطانِ الحَماطِ أَعْرَفُ ...)
والقول الثالث: أن العرب تسمي ضربًا من النبات وحش الرؤوس: رؤوس الشياطين. فأوقع التشبيه بهذا لسماجته ووحشته.
وكذلك قول الله ﷿: ﴿كأنّه (١٢٤﴾ رؤوسُ الشياطينِ) (١٢٥) فيه هذه الثلاثة الأقوال التي وصفناها (١٢٦) .
(١١٨) الفاخر ٢٩٣. (١١٩) ديوانه ١٦٥. (١٢٠) الفاخر ٢٩٢. (١٢١) معاني القرآن ٢ / ٣٨٧. (١٢٢) ديوانه ١٣ وروايته: كثعبان الحماطة. والخشاش: عود يعرض في أنف البعير يعلق فيه الزمام. (١٢٣) معاني القرآن ٢ / ٣٨٧ بلا عزو. ورواية ك، ق: عجيز. والعنجرد: المرأة الخبيثة السيئة الخلق. والحماط: شجر تألفه الحيات. (١٢٤) ق، ك: كأنهم. (١٢٥) الصافات ٦٥. (١٢٦) ك، ق: ذكرناها.
1 / 170