الزاهر في معاني كلمات الناس
محقق
د. حاتم صالح الضامن
الناشر
مؤسسة الرسالة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٢ هـ -١٩٩٢
مكان النشر
بيروت
وقال الأصمعي (١١١): هو لا دَريت ولا ائتَلَيْت، وقال ائتليت: افتعلت، من أَلَوْت الشيء: إذا استطعته. يقال: ما أَلوتُ الصيام أي ما استطعته. قال الأخطل (١١٢):
(فمَنْ يبتغي مسعاةَ قوميَ فليَرُمْ ... صعودًا إلى الجوزاءِ هل هو مؤتلي)
معناه: هل هو مستطيع.
والوجه الرابع: لا دَرَيْتَ ولا تَلَوْتَ، على معنى: لا أحسنت أن تتبع. فيكون من قولهم: تلوت الرجل: إذا / تَبِعته. (٦٦ / أ)
قال أبو بكر: وحكى أبو العباس أحمد بن يحيى: لا دريتَ ولا تليتَ. (٢٦٩) وقال: الأصل فيه: لا دريت ولا تلوت، فردوه إلى الياء، فقالوا: تليت، ليزدوج الكلام؛ فيكون: تليت، على مثال: دريت؛ كما قالوا: إنه ليأتينا بالغدايا والعشايا، فجمعوا (١١٣) الغداة: غدايا، ليزدوج مع العشايا؛ كما قال (١١٤) الشاعر (١١٥):
(هتّاكُ أَخْبيةٍ ولاُّج أَبْوِبَةٍ ... يخلط بالجدِّ منه البِرَّ واللِّينا)
فجمع الباب: أبوبة (١١٦)، ليزدوج مع الأخبية.
وحكى أبو عبيد (١١٧) وجهًا سادسًا: لا دَرَيْت ولا أَليتْ، ولم يفسره.
والأصل فيه عندي: ولا أَلوت أي ولا قصّرت. وعلى مذهب الأصمعي: ولا استطعت، فردّه إلى الياء ليزدوج مع دريت، على ما مضى من التفسير.
(١١١) الفاخر ٣٨. (١١٢) أخل به ديوانه بطبعتيه، وهو في شرح المفضليات: ٥١٣، واللسان (ألو) . (١١٣) (١١٤) ك: وقال. (١١٥) ابن مقبل أو القلاخ (ينظر ديوان ابن مقبل ٤٠٦) وقد سلف البيت ص: ١٥٧. (١١٦) (فجمع الباب أبوبة) ساقط من ك، ق. (١١٧) ل: أبو عبيدة.
1 / 169