الزاهر في معاني كلمات الناس
محقق
د. حاتم صالح الضامن
الناشر
مؤسسة الرسالة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٢ هـ -١٩٩٢
مكان النشر
بيروت
ومن ذلك قوله للعجوز لما قالت: سل الله أن يدخلني الجنة فقال: (إنّ الجنَّةَ لا يدخلها العُجُز) (٤١) يذهب إلى أن العجوز تجعل شابة، فتدخل الجنة شابة ولا (٢٥٨) تدخلها عجوزًا.
وقال أبو عبيدة (٤٢): يقال رجل فَكِه: إذا كان يأكل الفاكهة، ورجل فاكِه: إذا كانت عنده فاكهة كثيرة، ومن ذلك قول الله ﷿: ﴿فاكِهينَ بما آتاهم ربُّهم﴾ (٤٣) ويُقرأ (٤٤): ﴿فَكهين بما آتاهم ربهم﴾ . وأنشد أبو عبيدة (٤٥):
(فَكِهُ العَشِيِّ إذا تأَوَّب رحلَهُ ... ضيفُ الشتاءِ مُسامَحٌ بالميسِرِ)
/ معناه: يأكل الفاكهة في هذا الوقت. وأنشد أبو عبيدة (٤٦) أيضًا: (٦٢ / أ)
(فَكِهٌ على حين العشيّ إذا ... خَوَتِ النجومُ وضُنَّ بالقَطْر)
وهو بمنزلة قولهم: رجل تامِر: إذا كَثُر التمر عنده. قال الشاعر (٤٧):
(أَغرَرْتَني وزعمت أنْنَك ... لابِنٌ بالصيفِ تامِرْ)
معناه: وزعمت أن عندك لبنًا وتمرًا. ويقال: رجل تمّار: إذا كان يبيع التمر، ورجل تمري: إذا كان يحب التمر، ورجل متمر: إذا كان صاحب تمر كثير وليس بمتاجر فيه.
وقال الفراء (٤٨): معنى قول الله ﴿فاكِهين بما آتاهم ربهم﴾: معجبين [بما آتاهم ربهم]، وقال معنى: (فكِهِين) كمعنى (فاكِهينَ): قال: وهو بمنزلة قولك: رجل طمِع وطامَع.
ويقال: قد فكِه الرجل يفكه، وتفكَّه يتفكَّه: إذا تعجب، قال الشاعر (٤٩): (٢٥٩)
(٤٢) المجاز ٢ / ١٦٣. (٤٣) الطور ١٨. (٤٤) الاتحاف ٤٠٠. (٤٥) المجاز ٢ / ٦٣ ونسبه إلى صخر بن عمرو. (٤٦) المجاز ٢ / ١٦٣ ونسبه إلى الخنساء أو ابنتها عمرة، مع خلاف في الرواية. ولم أجده في ديوان الخنساء. (٤٧) الحطيئة، ديوانه ١٦٨. (٤٨) معاني القرآن ٣ / ٩١. (٤٩) لم أعرفه. والبيت لا عزو في الأضاد: ٢٦٥، والجمهرة: ٣ / ٤٧٤.
1 / 159