الزاهر في معاني كلمات الناس
محقق
د. حاتم صالح الضامن
الناشر
مؤسسة الرسالة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٢ هـ -١٩٩٢
مكان النشر
بيروت
وقوله: ظلامون للجزر، قال أكثر أهل اللغة: معنى ظلمهم إياها أنهم ذبحوها من غير مرض ولا علة، [فجعلوا الذبح في غير موضعه ظلما] . وقال قوم: معنى الظلم في هذا البيت أنهم عرقبوها، فوضعوا النحر في غير موضعه.
والقول الأول هو الصحيح، لأنهم بعد أن يعرقبوها لا بُدَّ لهم من نحرها.
ومن الظلم قولهم (١١٥): مَنْ أَشْبَهَ أَباه فما ظَلَم (١١٦) . [معناه: فما وضع الشبه في غير موضعه. قال الشاعر (١١٧):
(أقولُ كما قالَ قبلي عالِمٌ ... بهِنَّ ومَنَ أَشْبَهْ أَباهُ فما ظَلَمْ)
ويُروى: ومَنْ يُشْبِه أباه فما ظلم] . أراد: فما وضع الشبه في غير موضعه. (٢١٥)
ويقال: قد ظلم [الرجل] سقاءه: إذا سقاه قبل أن يخرج زُبْدُهُ. وقال الشاعر (١١٨):
(إلى معشرٍ لا يظلمونَ سقاءهم ... ولا يأكلونَ اللحمَ إلّا مُقَدَّدا)
وقال الآخر:
(وصاحبِ صدقٍ [لم] تنلني شَكاتُهُ ... ظلمتُ وفي ظلُمي له عامِدًا أجْرُ) (١١٩)
يعني وَطبَ اللبن، ومعنى (١٢٠) ظلمت: سقيته (١٢١) قبل أن يخرج زبده.
ويقال: قد ظلم المطرُ أرضَ بني فلان: إذا أصابها في غير وقته. ويقال: قد ظلم الماء أرضَ بني فلان: إذا بلغ منها موضعًا لم يكن يبلغه. أنشد الفراء: /
(يكادُ يَطْلُعُ ظُلمًا [ثم يمنعُهُ] ... عِزُّ الشواهقِ فالوادي به شَرِقُ) (١٢٢) (٤٧ / أ)
(١١٥) ك: ومن ذلك قولهم من الظلم. (١١٦) أمثال أبي عكرمة ٦٧، الفاخر ١٠٣ و٢٧٧، أمثال ابن رفاعة ١٠٦. (١١٧) كعب بن زهير، ديوانه ٦٥ وفيه: أقول شبيهات بما قال عالما بهن ومن يشبه.. وينظر شرح المفضليات: ٧٠١. (١١٨) المعاني الكبير: ١ / ٤٠٤. (١١٩) المعاني الكبير ١ / ٤٠٤، الحيوان ١ / ٣٣١، مجالس ثعلب ٨٥ من دون عزو. (١٢٠) ك: ومعنى قوله (١٢١) ك، ق: سقيت. (١٢٢) معاني القرآن: ١ / ٣٩٧، وعنه تهذيب اللغة: ١٤ / ٣٨٣، اللسان (ظلم) .
1 / 117