بضمّها، وسما. قال الشاعر «١»:
والله أسماك سمى مباركا ... آثرك الله به إيثاركا
وأَنشدوا «٢»:
باسم الذي في كل سورةٍ سمه
قال الفراء: بعض قيس يقولون: سمه، يريدون: اسمه، وبعض قضاعة يقولون: سُمُه. أَنشدني بعضهم:
وعامنا أَعجبنا مقدّمه ... يدعى أبا السمح وقرضاب سُمُه «٣»
والقرضاب: القطاع، يقال: سيف قرضاب.
واختلف العلماء في اسم الله الذي هو «الله» فقال قوم: إِنه مشتق، وقال آخرون: إنه علم ليس بمشتق. وفيه عن الخليل روايتان: إِحداهما: أنه ليس بمشتق، ولا يجوز حذف الألف واللام منه كما يجوز من الرحمن. والثانية: رواها عنه سيبويه: أنه مشتق. وذكر أبو سليمان الخطابي عن بعض العلماء أن أصله في الكلام مشتق من: أله الرجل يأله: إِذا فزع اليه من أمر نزل به. فألهه، أي: أجاره وأمَّنه، فسمي إِلهًا كما يسمّى الرجل إِمامًا. وقال غيره: أصله ولاه. فأبدلت الواو همزة فقيل: إله كما قالوا:
وسادة وإسادة، ووشاح وإِشاح. واشتق من الوله، لأن قلوب العباد توله نحوه، كقوله تعالى: ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ «٤» . وكان القياس أن يقال: مألوه، كما قيل: معبود، إلا أنهم خالفوا به البناء ليكون علمًا، كما قالوا للمكتوب: كتاب، وللمحسوب: حساب. وقال بعضهم: أصله من: أله الرجل يأله إِذا تحير، لأن القلوب تتحير عند التفكر في عظمته. وحكي عن بعض اللغويين: أله الرجل يأله إِلاهة، بمعنى: عبد يعبد عبادة. وروي عن ابن عباس أنه قال: «ويذرك وإلاهتك» أي: عبادتك. قال:
والتأله: التعبد. قال رؤبة:
لله در الغانيات المدَّه ... سبَّحن واسترجعن من تألهي
فمعنى الإِله: المعبود.
فأما «الرَّحمن»: فذهب الجمهور إِلى أنه مشتق من الرحمة، مبني على المبالغة، ومعناه: ذو الرحمة التي لا نظير له فيها. وبناء فعلان في كلامهم للمبالغة، فإنهم يقولون للشديد الامتلاء: ملآن، وللشديد الشبع: شبعان. قال الخطابي: ف «الرحمن»: ذو الرحمة الشاملة التي وسعت الخلق في أرزاقهم ومصالحهم، وعمت المؤمن والكافر. و«الرحيم»: خاصّ للمؤمنين. قال ﷿: وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا «٥» . والرحيم: بمعنى الرّاحم.
_________
(١) هو أبو خالد القناني كما في «اللسان» ١٤/ ٤٠١، ٤٠٢ مادة (سما) . [.....]
(٢) هو لرؤبة بن العجّاج وتمامه: قد وردت على طريق تعلمه.
(٣) قال القرطبي ﵀ في «تفسيره» ١/ ١٣٧: قرضب الرّجل: إذا أكل شيئا يابسا فهو قرضاب. وفي «القاموس» القرضاب: الذي لا يدع شيئا إلا أكله.
(٤) النحل: ٥٣.
(٥) الأحزاب: ٤٣.
1 / 16