وإذ لم أقدر على احتمال نوره تركته وسرت في طريقي، ولكن عاري فارقني. ولم يبق لي سوى الحياة فقط، والرغبة في أن أكون وحدي لتضرب أصابعه على أوتار قلبي.
يوثام الناصري إلى أحد الرومانيين
في الحياة والوجود
أنت يا صديقي كجميع الرومانيين، تود أن تتصور الحياة أكثر من أن تحياها، وتفضل أن تحكم الأرض ولا تكون محكوما من الروح .
أنت تفضل أن تقهر الشعوب فيلعنك أبناؤهم، على أن تبقى في روما مباركا سعيدا.
أنت لا تفكر إلا في الجيوش الزاحفة والسفن الماخرة في البحر.
إذن كيف تستطيع أن تفهم يسوع الناصري، الرجل البسيط الوحيد الذي جاء بغير الجيوش والسفن، ليؤلف مملكة في القلب وإمبراطورية في حرية فضاء النفس؟
كيف تقدر أن تفهم هذا الرجل الذي لم يكن محاربا لكنه جاء بقوة الأثير القدير؟
فهو لم يكن إلها، بل كان إنسانا مثلنا، ولكن فيه نهض مر الأرض ليلاقي لبان السماء، وفي كلماته تعانقت تمتمتنا مع همس غير المنظور، وفي صوته سمعنا أنشودة لا يسبر غورها.
نعم، كان يسوع إنسانا ولم يكن إلها، وفي هذا منتهى عجبنا ودهشتنا.
صفحة غير معروفة