فالجليلي كان مشعوذا خداعا، وقد صفح عن خطايا جميع الخطاة ليسمع التهليل والهتاف «باوصنا» من أفواههم القذرة. وقد أطعم قلوب اليائسين والبؤساء ليكون له آذان كافية لسماع صوته وجيش يأتمر بأوامره.
وقد كسر السبت مع الذين يكسرونه ليكسب معاضدة الخارجين على الشريعة، وتكلم بالسوء على رؤساء كهنتنا ليلفت أنظار المجلس الأعلى إليه، ويزيد في شهرته عن طريق المعارضة.
طالما صرحت بأنني أبغض ذلك الرجل، نعم أبغضه أكثر من بغضي للرومانيين الذين يحكمون بلادنا. حتى إن مجيئه كان من الناصرة، وهي القرية التي لعنها أنبياؤنا، فصارت مزبلة للأمم، ولا يمكن أن يخرج منها شيء صالح.
لاوي غني بجوار الناصرة
يسوع النجار الماهر
كان نجارا ماهرا، فالأبواب التي صنعها لم يستطع لص أن يخلعها، والنوافذ التي عملها كانت حاضرة أبدا لتنفتح للريح الشرقية والغربية.
كان يصنع الصناديق من خشب الأرز فتأتي صقيلة متينة، والمحاريث والسفافيد من السنديان، فتجيء قوية سهلة الانقياد في يد الفلاح.
كان يحفر المقارئ (جمع مقرأ) لمجامعنا من خشب التوت الذهبي، وعلى جانبي الخشبتين اللتين يوضع عليهما الكتاب المقدس كان يضع جناحين منبسطين، وتحتهما رءوس ثيران وحمام وغزلان ذات عيون كبيرة.
كل هذا كان يتحدى في صنعه طريقة الكلدانيين واليونان، ولكن كان في فنه شيء لم يكن لا كلدانيا ولا يونانيا.
قد اشتغلت في بناء بيتي هذا أيد كثيرة منذ ثلاثين سنة؛ لأني فتشت عن البنائين والنجارين في جميع قرى الجليل، وكانت لكل منهم مهارة البناء وفنه، وكنت راضيا قانعا بكل ما صنعوه لي.
صفحة غير معروفة