168

يسوع ابن الإنسان

تصانيف

فنظر إلى وجوهنا كلا بمفرده وقال: أودعكم الآن، لنذهب إلى ما وراء هذه الجدران، لنذهب إلى الجثمانية.

فقال يوحنا بن زبدي: يا معلم، لماذا تودعنا في هذه الليلة؟

فأجاب يسوع وقال: لا تضطرب قلوبكم، فأنا لا أترككم إلا لأعد لكم مكانا في بيت أبي، ولكن إذا احتجتم إلي فإني أرجع إليكم، وحيث دعوتموني أسمعكم، وحيثما طلبتني أرواحكم فهناك أكون معكم.

ولا تنسوا أن العطش يقود إلى المعصرة، والجوع إلى وليمة العرس.

إن حنينكم يحملكم إلى ابن الإنسان، والحنين هو ينبوع الوجد المقدس والطريق المؤدية إلى الأب.

فقال له يوحنا ثانية: إذا كنت بالحقيقة ستتركنا، فكيف نهتدي إلى مسراتنا؟ ولماذا تتكلم عن الانفصال؟

فقال يسوع: إن الظبي المطارد يعرف سهم الصياد قبل أن يشعر به في صدره، والنهر يعرف البحر قبل أن يصل إلى شاطئه، وابن الإنسان قد سافر في طرائق الناس.

وقبل أن تخرج شجرة اللوز براعمها في الشمس ستطلب جذور شجرتي قلب حقل آخر.

فقال سمعان بطرس: يا معلم، لا تتركنا الآن، ولا تحرمنا مسرة حضوركم بيننا ، فإننا نمضي حيث تمضي ونقيم حيث تكون مقيما.

فوضع يسوع يده على كتف سمعان بطرس، وتبسم، وقال له: من يدري إذا كنت لا تنكرني قبل انتهاء هذه الليلة، وتتركني قبل أن أتركك؟

صفحة غير معروفة