وكانت عيناها كالسماء اتساعا وشجاعة.
عمرك الله، هل رأيت قبرة تنشد في حين أن عشها يحترق في الهواء؟
وهل رأيت امرأة تفيض كآبتها على دموعها، أو قلبا مجروحا يرتفع حتى يسمو على ألمه؟
إنك لم تر مثل هذه المرأة لأنك لم تقف في حضرة مريم ولم تحتضنك بعد الآلام غير المنظورة.
في تلك الساعة الهادئة التي كانت حوافر الصمت تضرب فيها على صدور الأرقين، دخل يوحنا، الابن الأصغر لزبدي، وقال: أيتها الأم مريم، إن يسوع ذاهب، فهلمي نتبعه.
فوضعت مريم يدها على كتف يوحنا وخرجت معه، ونحن تبعناهما.
وعندما وصلنا إلى برج داود رأينا يسوع حاملا صليبه وكان جمع غفير حواليه.
وكان معه رجلان آخران يحمل كل منهما صليبه.
وكان رأس مريم مرتفعا، وكانت تمشي معنا وراء ابنها، وكانت خطواتها ثابتة.
وقد مشت وراءها صهيون ورومة، بل العالم أجمع، لينتقم لنفسه من الرجل الحر الواحد.
صفحة غير معروفة