فأجاب: أنت نفسك قلت هذا، إنني قد غلبت العالم قبل هذه الساعة.
وهذه هي العبارة الواحدة التي لم تكن في موضعها من جميع ما قاله؛ لأن رومة وحدها غلبت العالم.
ولكن أصوات الشعب تصاعدت ثانية، وكان صراخهم يشق عنان الفضاء، فنزلت عن عرشي وقلت له: اتبعني.
وخرجت ووقفت ثانية على درجات القصر ووقف هو إلى جانبي.
وعندما رآه الشعب تعالى صراخهم كالرعد القاصف، ولم أسمع من زعاقهم غير هذه الكلمات: اصلبه، اصلبه!
فأسلمته إلى الكهنة الذين أسلموه إلي، وقلت لهم: افعلوا ما شئتم بهذا الصديق، وإذا شئتم اصطحبوا جنودا رومانيين لحراسته.
فأخذوه في الحال، وأمرت أن يكتب على الصليب فوق رأسه: «يسوع الناصري ملك اليهود»، وكان الأجدر بي أن أقول: «يسوع الناصري الملك».
فعروا الرجل وجلدوه وصلبوه.
قد كان في طوقي أن أخلصه، ولكن خلاصه كان قد أثار نيران الثورة في البلاد. والحكمة تقضي أبدا على الحاكم في ولاية رومانية أن يحتمل بالصبر جميع الوساوس الدينية في الأمة المغلوبة.
وأنا أعتقد حتى الساعة أن الرجل كان أعظم من ثائر مقلق، وما أمرت به لم يكن بإرادتي، وإنما فعلته من أجل مصلحة رومة.
صفحة غير معروفة