قد نهض يسوع الناصري من الموت، وقاد رجالا ونساء إلى بلاد غروب الشمس، والمدينة التي أسلمته للمحاكمة صارت إلى الخراب. وفي قاعة المحاكمة حيث جرت محاكمته وحكم عليه بالموت، ينعق البوم بمراثيه، والليل يذرف ندى قلبه دموعا على الرخام المتحطم.
وأنا اليوم شيخة حنت السنون ظهرها. وقد مات أهلي وصارت أمتي إلى الفناء.
وقد رأيته مرة واحدة بعد ذلك اليوم، وسمعت صوته ثانية، وكان ذلك على رأس تلة عندما كان يخاطب أصدقاءه وأتباعه.
وعلى رغم شيخوختي الحاضرة ووحدتي المريرة فهو يزورني في أحلامي، فهو يأتي كملاك أبيض ذي جناحين، فيخرس بنعمته رعب ظلمتي، ويرفعني إلى عالم رفيع من الأحلام العلوية.
إنني ما زلت حقلة غير مفلوحة، وثمرة ناضجة لم تسقط عن أمها.
وأعظم ما أملكه في هذا العالم هو حرارة الشمس وذكرى ذلك الرجل.
وأنا أعرف أنه لن يقوم في أمتي ملك ولا نبي ولا كاهن كما أنبأت عمتي من قبل.
لأننا سنسير من الوجود مع مجاري الأنهار ولن يعرف اسمنا.
ولكن الذين عبروا مياهه في وسط مجاريها ستظل ذكراهم في العالم؛ لأنهم عبروا مياهه في وسط مجاريها.
منسى المحامي الأورشليمي
صفحة غير معروفة